فضل القرآن والحث عليه

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد سمعنا جميعًا -أيها الإخوة- هذه الندوة المباركة التي اشترك فيها أصحاب الفضيلة: الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن الفريان، والشيخ الغزالي خليل عيد، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين المتعلقة بفضل القرآن العظيم، بتعلمه، وتعليمه، وآدابه، وتوجيه الناس إليه، والعناية بالأولاد، وتحريضهم على حفظه، وما تيسر منه، وتدبره وتعقله وإقامة قراءته، لقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة الطيبة، وقد أحسن أصحاب الفضيلة وأجادوا وبينوا ما ينبغي أن يبين، ونصحوا لإخوانهم، فجزاهم الله خيرًا وزادنا وإياكم وإياهم علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا، وجعلنا جميعًا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

إن كتاب الله هو حبل الله المتين، وهو صراطه المستقيم، وهو ذكره الحكيم، من أخذ به واستقام عليه نجا، ومن حاد عنه هلك، ولقد أنزل فيه ربنا ما أنزل من الآيات والأوامر والوصايا بهذا الكتاب، فقال : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، وقال: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، وقال: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29]، في آيات كثيرات تتعلق بكتاب الله .

وخطب عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في آخر حياته قبل وفاته بنحو من ثمانين ليلة، خطب الناس وذكرهم بالقرآن عليه الصلاة والسلام وأوصاهم به، وقال: إني تارك فيكم ما لم تضلوا إن اعصمتم به؛ كتاب الله، وفي لفظ آخر: من أخذ به نجا، ومن أعرض عنه هلك، وفي لفظ آخر خطبهم في طريقه بعد الرجوع إلى المدينة في موضع يقال له غدير خم قال فيه: إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب يعني الموت وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم في أهل بيتي عليه الصلاة والسلام.

وقال ....... من حديث عبد الله بن مسعود أنه عليه الصلاة والسلام قال: من قرأ حرفًا من القرآن كانت له حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف.