قال العلماء أيضًا: والبدعة أيضًا من أسباب بقائها ومن أسباب التعلق بها أن صاحبها يعتقد أنه مصيب، صاحبها يعتقد أنه مصيب فلا يتوب إلى الله منها، ما يتوب يرى أنه مصيب، وأنه مجتهد، وأنه قد فعل خيرًا، فلهذا لا يتوب منها ويستمر عليها إلا من هداه الله وبصره، أما الزنا وكبائر الذنوب كالزنا والسرقة وسائر المعاصي فهو يدري أنها معصية، هو يعلم أنها معاصي قد يتوب قد يسارع بالتوبة ويستحي ويخفيها أيضًا لأنه يعرف أنها معاصي، فيخفيها وربما تاب إلى الله منها سريعًا في المواعظ والتذكير وما يقع في قلبه من النور لكن البدع لا، البدع يرى أنه مصيب ويرى أنها عبادة لله، ويرى أنها جيدة، فلهذا يجاهر بها، يجاهر بها ولا يستحي؛ لأنه يراها قربة، ويراها طاعة كما فعل المحتفلون بالموالد، وهكذا الذين يبنون على القبور المساجد والقباب هي بدعة عظيمة ومن وسائل الشرك ولكن أهلها لا يستحون منها؛ لأنهم يعتقدون أنها قربة وأنها طيبة، فلهذا تجدهم في أمصار كثيرة وفي دول كثيرة يبنون على القبور ويتخذون عليها المساجد والقباب، ويرون أنهم مثابون، وأنهم مأجورون في هذا مأزورون آثمون لكن الجهل هو المصيبة، بنوا على القبور المساجد واتخذوا عليها القباب وعظموها وفرشوها واتخذوا لها القناديل واتخذوا لها السدنة حتى عبدت من دون الله، حتى صارت آلهة تعبد مع الله، ينادى أهلها يطلب منهم المدد، ينذر لهم، يستغاث بهم، تجد أهل الشرك ينادونهم من مكان بعيد من بلاد بعيدة يا سيدي البدوي أنا في جوارك، يا سيدي البدوي المدد المدد، يا سيدي عبد القادر المدد المدد، يا رسول الله المدد المدد، وما أشبه ذلك، ينادونهم من مكان بعيد ينادونهم من مسافات آلاف الكيلوهات عن قبورهم كل هذا بأسباب الجهل، بأسباب مروجي البدع، بأسباب علماء السوء، بأسباب الجهلة.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦