والمعنى أن الصديق وعمر وعثمان وعلي والصحابة ما عرفوا قدر النبي ﷺ، هؤلاء المتأخرون عرفوا هذا هم الذين عرفوا حتى أحدثوا الاحتفالات بالموالد، أولئك الأخيار أولئك الصلحاء أولئك الذين هم خير هذه الأمة وأفضل هذه الأمة أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام جهلوا هذا الفضل وجهلوا هذا التقديم! يا لها من عظيمة! ويا لها من كبيرة! نسأل الله العافية.
الصحابة أنفسهم ما يعرفون هذا الفضل ولا يدرون عنه حتى جاء هؤلاء المتأخرون وعرفوه! نفس النبي ﷺ وهو أنصح الناس وهو أعلم الناس ما بعده نبي يعلمنا هو آخر الأنبياء وخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام لماذا ما قال احتفلوا بمولدي أقيموا مولدي أقيموا الاحتفال؟! لماذا ما فعله عليه الصلاة والسلام؟ لماذا إذا جاء ربيع أول جمعهم وألقى فيهم سيرته وألقى فيهم ما يرى من الذكر لماذا؟ هل هو غاش للأمة حاشا وكلا عليه الصلاة والسلام، هو أنصح الناس، وأعظم الناس اجتهادًا عليه الصلاة والسلام، هل هو مقصر في البلاغ؟ حاشا وكلا قد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام، لماذا ما بلغهم؟ فلما لم يفعل ولم يبلغ علم أنه لا أصل له، فالحق ما فعله عليه الصلاة والسلام، فليس بغاش للأمة، ولا مقصر في البلاغ عليه الصلاة والسلام، ثم الصحابة آمن الناس أكثرهم أمانة وأكثرهم علمًا وأوفاهم إيمانًا وأكملهم صدقًا وأعظمهم حبًا للرسول عليه الصلاة والسلام لماذا ما نقلوا؟ يعني فعلها النبي ولا نقلوه حاشا وكلا دعا إليه النبي ولا نقلوه حاشا وكلا لو فعله أو قاله لنقلوه، نقلوا كل شيء رضي الله عنهم وأرضاهم، نقلوا صلاته وصفاتها ونقلوا صومه ونقلوا حجه نقلوا كل شيء، لو كان فعل المولد أو دعا إليه لنقلوه لنا رووه لنا وفعلوه أيضا هم، فما فعلوه ولا نقلوه ولا التابعون ولا أتباع التابعين حتى جاءت جماعة من الرافضة من الشيعة ففعلوه في المائة الرابعة، ثم فعله بعضهم بعد ذلك من ينتسب إلى السنة جهلًا وقلة بصيرة.