الجمع بين محبة النبي وإنكار بدعة المولد

ثم ليس المقصود من إنكار المولد نقصًا في حب النبي عليه الصلاة والسلام لا، بل هو أحب إلينا وإلى أهل السنة من آبائهم وأمهاتهم وأنفسهم عليه الصلاة والسلام، حتى قال عليه الصلاة والسلام: لا يؤمن أحدكم حتى  أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، وقال عمر مرة : يا رسول الله! لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال: يا عمر لا حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال: أنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي، فقال: الآن يا عمر فأهل السنة يؤمنون بأن الرسول ﷺ أحب إليهم من كل شيء بعد الله.

 فأحب شيء إلى أهل السنة الله وحده جل وعلا، ثم النبي ﷺ هو أحب الناس إليهم فوق محبة النفس والمال والولد، ثم الأنبياء بعده عليهم الصلاة والسلام، فنحن على ذلك، نحن على طريقهم، نشهد الله أنه أحب إلينا من كل شيء بعد الله، نشهد الله أنه أحب إلينا من كل شيء من أنفسنا وأموالنا وأولادنا وكل شيء، والله لو أنه شرع ذلك لسارعنا إليه ودعونا عليه الصلاة والسلام والله لو شرع ذلك لدعونا إليه ولشرعنا إليه وكتبنا فيه الكتابات الكثيرة، ولكنه ما شرع ذلك ولا فعله ولا فعله أصحابه، ولكن اليوم عدو الناس من نهاهم عن عوائدهم، عدو الناس من نهاهم عن عوائدهم وأباطيلهم التي اعتادوها، وإذا نهاهم عن باطل وعن بدعة قالوا: هذا يبغض النبي، هكذا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لما دعاهم النبي لتوحيد الله والإخلاص له قالوا: محمد يبغض عيسى ابن مريم، قالوا: يبغض عيسى لأنه نهى عن عبادة عيسى عليه الصلاة والسلام.

وهكذا الدعاة من قديم الزمان إذا دعوا إلى توحيد الله قالوا هؤلاء يبغضون الصالحين ولا يحبون الصالحين؛ لأنهم قالوا: لا تعبدونهم مع الله، حبهم باتباع الطيب باتباع اخلاقهم الطيبة وبالأخذ بأعمالهم الطيبة هذا حبهم، فحب النبي ﷺ باتباعه، والسير على منهاجه، وتعظيم سنته، والدعوة إلى ذلك، والذب عنها، هذا هو حبه عليه الصلاة والسلام قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] حتى نشر بعضهم الآن نشر بعض الناس من أهل الأغراض من طريق لندن ومن غيرها في إذاعات كثيرة قالوا عني: إني أرى أن الاحتفال كفر وضلال، وقالوا: هذه جفاء في حق النبي عليه الصلاة والسلام، سبحانك هذا بهتان عظيم، ما قلت: إنه كفر، إنما قلت: إنه بدعة في الدين حدثت في الدين ما أنزل الله بها من سلطانه، ثم قد يقع فيها أنواع من الكفر، قد يقع فيه من الفاعلين قد يقع من الفاعلين أنواع من الكفر، من عبادة الرسول ﷺ، ودعوة والاستغاثة به، والنذر له، كل هذا من أنواع الكفر، ولكن أهل الباطل وأهل الأهواء لا يعلمون ولا يشعرون، ويفترون الكذب وهم عامدون، نسأل الله العافية.