فلنعد إلى ما نحن فيه من أمر الوالدين والأولاد، سمعتم من المشايخ أن الواجب على الولد برهما والإحسان إليهما والسمع والطاعة لهما في المعروف لا في المعاصي، فعليه أن يسمع لهما ويطيع لهما في المعروف، ويتلطف بهما، وألا يخاطبهما بالخطاب إلا بالتي هي أحسن، برفق وكلام طيب لا بخشونة ولا بشدة، ولا يرفع الصوت بل يخاطبهما بالكلام الطيب، هذا هو الواجب على الولد أن يخاطب والديه بالكلام الطيب، وأن يرفق بهما، وأن يذل لهما، وأن يسمع ويطيع لهما حتى ولو كانا كافرين، لو كانا كافرين يدعوانه إلى الشرك لا يستجب لهما، ولكن لا يؤذيهما، ولا يعقهما، يصاحبهما معروفًا، يصاحبهما بالمعروف بالكلام الطيب والمعاملة الحسنة، ويرزقهما مما عنده من المال، إذا كانا في حاجة لذلك، المقصود أنه يتلطف بهما لعل الله يهديهما بسببه، ولا يعاملهما بمثل ما عاملاه به، بل يتلطف بهما، ويحسن إليهما، ويدعوهما إلى توحيد الله وطاعة الله، ولا يعقهما بسبب كفرهما ولو دعواه إلى الشرك كما قال جل وعلا: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، فأمره أن يصاحبهما في الدنيا معروفًا وألا يطيعهما في الشرك بالله .
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦