وهذه سنة الرسول ﷺ موجود منها ما يكفي ويشفي في الكتب الصحيحة المفيدة، وأكثر الخلق في إعراض عن ذلك، ولكنه نشيط في مطالعة ما يضره، وفي قراءة ما يضره ولا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولكنه يقطع عليه الوقت ويضيع عليه الزمان، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعًا، وأن يوفقنا لما فيه رضاه ولما فيه نجاتنا وسعادتنا، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يكثر بينهم دعاة الهدى، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يوفق قادة المسلمين للحكم بشريعة الله، والتحاكم إليها، وإلزام الشعوب بها وتسيير الأمور كلها على ضوئها.
والدولة وكل دولة في أشد الحاجة إلى دعوة المسلمين وإلى نصيحة العلماء والأخيار، وهذه الدولة التي تحكم هذه البلاد لا نعلم دولة خيرًا منها، ولا نعلم دولة أفضل منها على ما فيها من النقص، ولكنها في حاجة إلى نصيحة أبنائها وعلمائها، لا يجوز الغفلة عنها، يجب أن تناصح، ويجب أن ينصح المسؤولون من كل عالم ومن كل طالب علم بالرسالة بالهاتف بغير ذلك من الطرق، النصيحة المهذبة بالأسلوب الحسن بالأسلوب الجيد بالرفق والحكمة، سمعنا كذا ورأينا كذا وهذا لا يجوز والواجب كذا، هكذا يكون الإصلاح، وهكذا يكون التعاون على البر والتقوى، ساعة مع وزير الإعلام، تارة مع أمير الرياض، وتارة مع أمير مكة، تارة مع وزير الداخلية، تارة مع الملك، تارة مع ولي العهد، من علماء الخير من دعاة الهدى من أخيار الناس الذين لهم كلمة فيما يتعلق بالتوجيه والإرشاد وفيما يتعلق بالنصح لله ولعباده أو في تقليل الشر وتكثير الخير، هكذا في هذه البلاد، وهكذا في بقية بلدان الخليج مع أمرائها، وهكذا مع أمراء مصر والشام والعراق وكل مكان، وكل دولة إسلامية، يجب على العلماء أينما كانوا في كل دولة وفي كل مكان أن يناصحوا ولاة الأمور، ويناصحوا المسؤولين، ولا يجبنوا ولا يحقروا أنفسهم ولا يقولون هؤلاء لا يقبلون ولا ييأسون الله يقول: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87]، اليأس لا خير فيه، اليأس شر بلا خير، فلا ينبغي لعالم ولا لأعيان المسؤولين لا ينبغي لهم أن ييأسوا أبدًا، بل يجب بذل النصح أينما كانوا، والمشاركة في الخير أينما كانوا مع أمير بلاده ومع قائد بلاده ومع غيره من قادة المسلمين وأمراء المسلمين ومسؤولي المسلمين تعاون صادق وتواصي بالحق والصبر عليه أينما كنت وفي أي مكان كنت ومع أي أمير وأي مسؤول كان في أي دولة مسلمة ترجو أن ينفع الله بذلك ولا تقنط ولكن ابذل الوسع وأصلح النية وسل ربك التوفيق والإعانة وأحسن الأسلوب واجعل أسلوبًا واضحًا وعبارة واضحة بالأدلة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.