ولا ريب أن اليتيم والمسكين من أحق الناس بالرعاية والعناية، وقد أكثر الرب عز وجل في كتابه العظيم من الحث على الإحسان إليهما ورحمتهما ومواساتهما كما سمعتم، فجدير بالمؤمن وجدير بالمؤمنة الإحسان إلى من لديه شيء منهما، وفي عموم أيتام المسلمين وفقراء المسلمين فإن الصدقة في هؤلاء في محلها من الزكاة وغيرها، وعرفتم ما جاء في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وشبك بين أصبعيه، فهذا يدل على عظم شأن اليتيم والإحسان إليه كذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو قال: كالصائم لا يفطر، والقائم لا يفتر، وهذا فضل عظيم، والله يقول جل وعلا: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [الإسراء:26]، ويقول : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ [النساء:36] في آيات كثيرات يحث فيها سبحانه على الإحسان إلى الأيتام والمساكين.
الأحد ٢٢ / جمادى الأولى / ١٤٤٦