اليتيم بين الحاجة والاهتمام بماله

سمعتم أن اليتيم هو الذي فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم يقال: له يتيم، فإذا بلغ الحلم زال عنه وصف اليتم، وقد يفسد أبويه جميعًا فيكون أشد في حاجته، وأعظم في ضرورته، هذا كله إذا فقدهما ولم يخلف ما يكفيه، أما إذا خلف له مالًا يقوم بحاله فإنه حينئذ لا يكون محل الصدقة، ولكن يكون محل الرعاية والعناية بماله وتربيته والإحسان إليه حتى ينمو هذا المال ويحفظ هذا المال، وهو كذلك يكون محل العناية من جهة التربية والتوجيه والتعليم الصيانة عما ينبغي، فاليتيم في حاجة من جهة تربيته التربية الإسلامية وتوجيهه وإرشاده، وإذا كان لا مال له صار محتاجًا أيضا إلى المال، وإذا كان لديه مال فهو محتاج إلى أن يصلح ماله، وأن ينمى ماله وأن يحفظ.