التلازم بين العلم والعمل في الدين الإسلامي

فليس المقصود أن نسمع الفائدة، وليس المقصود أن نقول ونتحدث، وليس المقصود أن نحضر الموعظة، ولكن المقصود الأعظم والفائدة الكبرى أن نستفيد من ذلك، أن نقول ونعمل، أن نكون أهل قول وعمل، فالواعظ والمذكر عليه أن يبدأ بنفسه أينما كان، وأن يكون قدوة صالحة لإخوانه المسلمين في أقواله وأفعاله، والمستمع كذلك عليه أن يتأثر بما سمع، وأن يستفيد وأن يعمل، وأن يحمد الله الذي يسر له من يفيده، ومن يذكره بالله، ومن يرشده إلى القول الصالح والعمل الصالح، فهذه من نعم الله العظيمة أن تجد في مسجد أو في أي مكان من يقول: قال الله وقال رسوله، من يرشدك إلى الحق والهدى، ويبين لك إذا كنت لا تستطيع العلم بذلك، ومن نعم الله عليك أيضًا أن توفق حتى تقرأ كتاب الله، وتعنى بكتاب الله، وتدبره، وتعرف مراد ربك من طريق التدبر أو من طريق من يفيدك ويعلمك ويرشدك، وهكذا السنة سنة الرسول عليه الصلاة والسلام فهي الوحي الثاني، وهي الأصل الثاني، وهي المفسرة لكتاب الله، والمرشدة إلى معانيه، والموضحة إلى ما قد يخفى من كتاب الله، فمن نعم الله عليك أن تكون ممن يقرأها ويستفيد منها ويعلم صحيحها من سقيمها، ومن نعم الله عليك أن تسمع من أهل العلم من يرشدك ويبين لك ما صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام يبين لك المعنى حتى تعمل، ولا شك أن العمل بشريعة الله من أعظم الأسباب في صلاح قلبك وصلاح عملك، قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [الأحزاب:70-71]، فالعبد إذا اتقى ربه وحفظ لسانه مما ينبغي أصلح الله عمله وغفر ذنبه، هذه نعمة عظمى إذا اتقيت ربك وأديت حقه وحفظت لسانك مما لا ينبغي فالله جل وعلا يجزيك عن ذلك بصلاح عملك مستقبلًا، وأن توفق وتهدى مستقبلًا حتى تستقيم على الطريق، وحتى تكون مهديًا موفقًا صالحًا إلى أن تلقى ربك، ومع هذا تغفر لك الذنوب الماضية باستقامتك وتقواك لربك تغفر لك الذنوب الماضية ويعفا عنها؛ لأن هذه الاستقامة من ضمنها التوبة من ضمن الاستقامة التوبة النصوح من سالف الذنوب.