كذلك مثل الاحتفال بالموالد، ما يفعله بعض الناس في الثاني عشر من ربيع الأول يحتفلون بالمولد النبوي هذه بدعة ما فعلها النبي ﷺ، ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا في القرن الثاني ولا الثالث بل هي من البدع التي أحدثها بعض الناس في القرن الرابع وما بعده، الاحتفال بالموالد مولد النبي ﷺ أو مولد البدوي أو مولد عبد القادر الجيلاني أو غير ذلك فالاحتفال بالموالد بدعة من البدع، ومنكر من المنكرات التي تقدح في الدين تقدح في العقيدة؛ لأن الله ما أنزل بها من سلطان، والنبي قال: وشر الأمور محدثاتها، وكل بدع ضلالة، وقال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، يعني فهو مردود عليه، وقال : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، وقال: إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
فالبدع من القوادح في الدين التي هي دون الكفر إذا كان ما فيها كفر، أما إذا كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول والاستغاثة بالرسول وطلبه النصر صار شركًا بالله -نعوذ بالله- من نواقض الإسلام، أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية وذكر ما جرى في مولده وفي غزواته هذا الاحتفال الذي يعتادونه في اليوم الثاني عشر يصنعون له الولائم وأشباه ذلك، هذه بدعة تقدح في الدين، وتنقص الدين، وتضعف الدين، لكن لا تكون كفرًا إلا إذا كان فيها كفر، إذا فعلوا فيها ما يوجب الكفر بأن قالوا فيه: بأنه يدعا من دون الله، أو يستغاث به من دون الله، ويطلب منه المدد والغوث، أو دعوا في مولدهم قالوا: يا رسول الله انصرنا على أعدائنا المدد المدد، يا رسول الله الغوث الغوث، صار هذا شرك بالله، والعياذ بالله، سواء كان في المولد أو في غير المولد.
وهكذا في الموالد الأخرى، مولد عيسى، أو مولد البدوي، أو مولد الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو مولد أبي حنيفة، أو مولد موسى الكاظم، أو مولد علي، أو مولد فاطمة، أو مولد الحسين، أو غير هذا، هذه موالد كلها الاحتفال بها من البدع القادحة في الدين قدحًا لا يخرج من الملة، قدحًا ينقص الإيمان يضعف الدين ولكن ليس بكفر، إلا إذا وجد فيه الكفر، إذا وجد فيه ما يقصد الكفر من دعوة غير الله، من الاستغاثة بغير الله، أو زعم أن هذا المحتفل به يعلم الغيب كما يعتقد بعضهم في النبي ﷺ، أو في علي ، أو في الحسين، أو في الحسن، أو في علي بن الحسين، أو في أئمة أهل البيت، من قال فيهم أنهم يعلمون الغيب صار كفرًا، نعوذ بالله، وردة عن الإسلام، نعوذ بالله، كما يقول بعض الرافضة من أقوالهم المعروفة أن أئمتهم يعلمون الغيب الاثنا عشر، وهذا كفر وضلال، وردة عن الإسلام؛ لأن الله يقول: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، فالغيب من أمر الله، ومن علم الله، من قال: إن المخلوقين أو بعض المخلوقين يعلمون الغيب فهذه ردة عن الإسلام، نعوذ بالله.