أمراض البدن وكيفية الحذر منها
لا أنسى أن أذكر بما نقله الشيخ عبدالرحمن بن حماد عن ابن القيم من الأمور الستة التي كثير من الناس قد يصاب منها فإنها خطيرة، وهي: خطر السمع، وخطر البصر، وخطر اللسان، وخطر فضول الكلام، وخطر فضول الطعام، وفضول النوم، لأن هذه أخطار كثيرة، كما في المخالطة أيضًا، فالمؤمن يحذر شر سمعه، وشر بصره، وشر لسانه، وشر مخالطته، وشر فضول الطعام، وشر فضول النوم، فقد تجر عليه بلاء كثيرًا، هذا اللسان إن لم يصنه ويحفظه جر عليه بلاء كثيرًا، وهذا السمع كذلك، وهذا البصر كذلك، فيصون سمعه ويصون بصره ويصون لسانه عما يضره في دينه ودنياه، وهكذا المخالطة لأعداء الله وللفسقة فإنها تضره كثيرًا فليحذرها، وهكذا فضول الطعام فإنه قد يجر عليه من الكسل والضعف والتثاقل عن الطاعات ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، كما قد يجر عليه أنواعًا من الأمراض في بدنه كذلك، فضول النوم إذا كثر نومه جر عليه أنواعًا من الكسل والضعف والتثاقل عن طاعة الله ورسوله، وربما جر عليه أضرارًا أخرى بدنية، نسأل الله العافية والسلامة.
فهذه الأبواب الستة أبواب خطيرة، فينبغي للمؤمن أن تكون على باله، وأن يحذر شرها، باب السمع، وباب البصر، وباب اللسان، وباب فضول المخالطة للناس، كذلك فضول الطعام، وفضول النوم، وهذه الأبواب الستة والأخطار الستة ينبغي أن تكون على البال لعلك تسلم من شرها.