بيان موضوع تحديد النسل وتنظيم النسل والفرق بينهما

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فقد سمعنا جميعا في هذه الندوة المباركة التي تولاها صاحب الفضيلة: الشيخ صالح بن علي الناصر، والشيخ الغزالي بن خليل العيد، في موضوع خطير، موضوع له أهمية كبرى، وقد أجادا وأفادا وبينا الكثير مما ينبغي أن يبين هنا في موضوع تحديد النسل، وتنظيم النسل، وغير ذلك مما يتعلق بمنع المرأة من الحبل مؤقتًا ومطلقًا، ولقد ذكرا فوائد جمة في هذا الموضوع تنفع المستمعين وتفيدهم، فجزاهما الله خيرًا، وزادهما وإيانًا وإياكم علًما وهدى وتوفيقًا، وضاعف للجميع الأجر.

لا شك أن الموضوع خطير، وأن الأصل في هذا الباب مثل ما قال الشيخان: ينبغي للزوج والزوجة أن يتعاونا على إيجاد النسل، وتكثير الأمة، والله جل وعلا شرع للعباد النكاح لمصالح كثيرة، منها: وجود النسل، وتكثير الأمة، وجعل في الزوج الرغبة في جماع المرأة بفرض كمية من الدراهم، وهذا بلغنا وعلمناه من طرق كثيرة، ولا شك أن هؤلاء ........ الرحمة، وإما أن يكونوا ضعفاء الإيمان جدًا وضعفاء الرحمة والعياذ بالله ........ النبي نهى عن الشغار عليه الصلاة والسلام، ونهى الله ورسوله عن الظلم، ولا شك أن تأخير البنت من أجل حاجة الأب ومصلحة الأب وشهوة الأب وطمع الأب لا شك أنه ظلم، والله يقول سبحانه: وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا [الفرقان:19] ويقول: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة دع ما يترتب على هذا الظلم من الفساد الكبير والشر العظيم، والشباب كذلك من الرجال قد يتأخر عن النكاح لأسباب كثيرة إما من جهة وقوعه في الفواحش ويرى أنه يتزوج قد يعوقه الزواج عما يريد من هذه الفواحش والمنكرات، وتارة يقول: إنه ليس عنده ما يؤهله للزواج، يحتاج إلى كذا وإلى كذا وإلى كذا، ولا يرضى أن يزوجه أبوه أو أخوه أو يساعده في ذلك، بل يريد أن يستقل بهذا، وهذا من نزغات الشيطان، ومن تزيين الشيطان، وأي مانع أن يزوجه أبوه أو أخوه أو قراباته فيساعدوه في هذا الخير العظيم؟ وأي غضاضة عليه؟ هذا من التعاون على البر والتقوى، ولا غضاضة في هذا، فليس من اللازم أن يبقى حتى يملك فلة، وحتى يكون له راتب كذا وكذا، هذا من تزيين الشيطان.

والمقصود أن الرسول ﷺ أطلق الأمر في تزويج الشباب، قال: يا معشر الشباب، وهذا يعم الرجال والنساء جميعًا من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، وهذا يعم الاستطاعة ببذل والده له وبالاستدانة وببذل الدولة وبإقراض الدولة وبغير ذلك من الطرق التي يتيسر بها الزواج، فقد يجد بعض الناس من يزوجه بأقل شيء إذا عرف بالأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة والدين المستقيم، فالناس يطلبون العقلاء والأخيار، يطلبون لبناتهم وأخواتهم الرجال، ولو بذلوا المال هم في ذلك.