عناية الكتاب والسنة بالأخوة الإسلامية

وقد سمعتم في الندوة ما في الإخوة من الخير العظيم، وأن الله جل وعلا شرع لعباده أن يكونوا إخوة في الله متحابين في الله متعاونين على البر والتقوى، وأن يحب كل واحد لأخيه الخير ويكره له الشر، وقال فيهم سبحانه وتعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10]، فالمؤمنون إخوة بنص الكتاب العزيز، والنبي ﷺ أخبر بذلك في أحاديث كثيرة منها قوله عليه الصلاة والسلام: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يكذبه، التقوى ما هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه، ويقول عليه الصلاة والسلام: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى فالمؤمنون أينما كانوا إخوة في الله، ربطت بينهم وبين إخوتهم في كل مكان العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي، فالله جعله دينًا عالميًا عامًا لجميع البشر، بل وللجن أيضًا للجن والإنس هو دين الله للثقلين للجن والإنس من استقام عليه فله النجاة والسعادة والعاقبة الحميدة، ومن حاد عنه فله الخيبة والندامة وسوء العاقبة، فالواجب على أهل الإسلام أن يمثلوه في أقوالهم وأعمالهم، كما سمعتم الابن المبارك الشيخ عبدالله.