فعلينا معشر المسلمين في كل مكان أن نساعد المجاهدين في أفغانستان وفي كل مكان يكون فيه جهاد في سبيل الله؛ لأن المسلمين شيء واحد وأمة واحدة وجسد واحد وبناء واحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله، هكذا قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وقال عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه.
وقد سمعتم من الأخ سياف ما يشفي ويكفي في بيان حال المجاهدين، وحال خصومهم الألداء، أعداء الله الشيوعيين، الذين هم أخبث خلق الله، وأجرم خلق الله، وأشرك أعداء الله، وأظلم أعداء الله، فلا شك أن جهادهم أعظم الجهاد، ولا شك أن المساعدة لإخواننا المجاهدين من أعظم الفضائل حسب الطاقة، قال الله جل وعلا: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[التوبة:41]، وقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ[التوبة:38]، إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[التوبة:39]، وقد علمتم أن المجاهدين واللاجئين والمهاجرين من باكستان قد قاموا فيما بلغنا ثلاثة ملايين كلهم هاربون من ظلم الشيوعيون من بلادهم إلى بلاد باكستان، فهم في حاجة إلى المال، في حاجة الكساء في حاجة إلى الطعام والشراب في حاجة إلى الدواء والطبيب في حاجة إلى أشياء كثيرة.
فأنا أنصح إخواني في كل مكان الذين تبلغهم كلمتي وكلمات غيري من الدعاة إلى الله أن يبذل ما يستطيع من المساعدة في هذا السبيل العظيم في كل مكان، وأن يسلم المساعدة للجهات المسؤولة واللجان المعدة لذلك، ومن ذلك في بلادنا محل السبيعي ومحل الراجحي فإنهما معدان لهذا الأمر ويقبضان كل ما يصل إليهما من المال، وهذا المال يصل إليهم، يرسل بحمد الله إلى المجاهدين ويصل إلى المجاهدين وينفعهم بإذن الله وتوفيقه وينفع اللاجئين أيضًا، فعلينا معشر الإخوان أن نبذل ما نستطيع كل بحسب حاله وبحسب رغبته، وإذا سلم لمحل السبيعي أو محل الراجحي يأخذ وصلًا بذلك أنه سلمهم كذا وكذا وهذا الوصل إما أن يسلم لسمو الأمير سلمان لأنه رئيس اللجنة في هذا الأمر أو يسلم لي وهو يصل إليه إن شاء الله، وبكل حال ما وصل إلى هاتين الجهتين فهو واصل، ولكن احرص أن يؤخذ منهما أيضًا وصل بذلك لأن ذلك أولى وأثبت، وحتى نعلم وصول ذلك إليهم، وهم لا يتهمون في هذا، بل كل ما يصل إليهم يسلمونه ويخبرون به، ولكن أخذ الوصل يكون طيبًا ومناسبًا، وهذا الوصل يسلم لسمو الأمير سلمان أو نائبه سمو الأمير سلطان أو يسلم لي وهو يصل إن شاء الله، وذلك المال سوف ينفق في سبيله وفي طريقه للمجاهدين وفي اللاجئين المهاجرين الذين هم في حاجة إلى مساعدة من إخوانهم.
وليس المقصود من هذه الكلمة مسألة المال المقصود أن تعلموا أمر الجهاد، وأن الجهاد أمره عظيم، وأن الواجب على المسلمين أينما كانوا أن يجاهدوا إذا دعا داعي الجهاد في أي مكان بأنفسهم وأموالهم، وإخوانكم المجاهدون الأفغان سوف ينصرون إن شاء الله، وسوف يوفقون إن شاء الله، ونسأل الله لهم الثبات على الإيمان، ونسأل الله لهم التوفيق بالصدق في اللقاء وإيثار الآخرة، وأن يجمع الله شملهم، ويزيل عنهم كل بلاء، وأن يجمع كلمتهم على الإيمان والهدى.