فضل كلمة لا إله إلا الله وأركانها وشروطها

وهذه الكلمة وهي لا إله إلا الله من أفضل الكلام، وهي أساس الملة، وهي الكلمة التي بعث الله بها الرسل جميعًا، كلهم من أولهم إلى آخرهم بعثهم الله بهذه الكلمة، يقول سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، هذه الكلمة العظيمة التي بعث الله بها الرسل بعث بها آدم ونوحًا ومن بعدهم إلى يومنا هذا إلى خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام، ولها ركنان: الركن الأول النفي، والثاني الإثبات، لا إله نفي، وإلا الله إثبات، ركنان عظيمان، لا إله أي لا معبود بحق إلا الله، وإلا الله هو المعبود الحق دون كل ما سواه، هو الذي يدعا، هو الذي يخشى، هو الذي يرجا، هو الذي يتقرب إليه بالقربات من صلاة وصوم وذبح وغير ذلك كما قال سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] ما يستثنى من هذا إلا الشيء الواقع مع الحي القادر، يستثنى من هذه الأشياء من الدعاء ونحوه ما يكون مع القادر مع الحي القادر هذا ليس بشرك، إذا كان مع حي حاضر بين يديك قادر تسأله شيئًا يملكه وتستعين به في أمر هذا لا بأس به، تقول لأخيك أو لجارك أو لفلان أو فلان: يا أخي ساعدني على كذا، أعني على بناء بيتي، على إصلاح سيارتي، على سقي نخلي من مائك ما في بأس بينك وبينه بالأجرة وإلا بغير أجرة، هذه أمور مقدورة للعبد مثل ما قال الله في قصة موسى في القرآن: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15] ...... أما أن تأتي إلى قبر أو إلى صنم أو إلى شجرة تدعوها من دون الله هذا الشرك الأكبر نعوذ بالله ينبغي أن نعرف الفرق ونعرف الأمور على بصيرة، وهذه الكلمة لا إله إلا الله لها شروط تنطق بها عن علم، تعلم أنه لا معبود إلا الله عن يقين، ما عندك شك أنه لا معبود بحق إلا الله عن صدق ما هو عن كذب، المنافق يقولها وهو كاذب، المنافق يقول: لا إله إلا الله، وهو كاذب في الباطن، يقول: لا، ما يعترف بالله ولا يؤمن بالله هذا كافر، ولو قالها، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء:145]، وقال: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1]؛ لأنهم قالوها باللسان والقلوب مكذبة، فما تنفعهم هذه الكلمة لا إله إلا الله لأنهم كذبوا، فلا بد من العلم، ولا بد من اليقين، ولا بد من الصدق، ولا بد من الإخلاص، تقول: لا إله إلا الله وأنت مخلص لله تعبده وحده لا تعبد معه ملك ولا نبي ولا قبر ولا صاحب قبر ولا غير ذلك من المخلوقات تعبد الله وحده، ولا بد من انقياد لهذه الكلمة وقبول لها تنقاد لأوامر الله ونواهيه لا تتكبر، تنقاد لطاعة الله تؤدي ما أوجب الله تدع ما حرم الله ولا بد من محبة ....... تحب الله حًبا صادقًا بقلبك، تحبه سبحانه بما أنعم عليك به بأن أحسن إليك خلقك من العدم وغذاك بالنعم ........ تحبه حبًا صادقًا حتى تخضع لعظمته ولأوامره، هكذا يكون المؤمن، وتبرأ من عبادة غير الله، وتكفر بعبادة غير الله، تعلم أن عبادة غير الله باطلة، وتبرأ منها، وتعلم أن عبادة الله هي الحق كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]، وقال سبحانه فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:256]، فمن يكفر بالطاغوت معناه أن تبرأ بعبادة غير الله تبرأ من الشرك من يهودية ونصرانية وجميع الشرك من عبادة الأوثان تعتقد أنها باطلة وأن العبادة بحق لله وحده ، فالإسلام هو الحق، هو دين الله، وهو عبادة الله وحده، وهو الانقياد لأوامره والاستسلام له والإخلاص له والالتزام بحقه وما عدا الإسلام من يهودية أو نصرانية أو وثنية أو شيوعية أو اشتراكية أو غير ذلك من الأديان والنحل الباطلة كله باطل، والعبادة حق الله وحده، وهي الإسلام دين الله هو الإسلام إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19]، قال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].