فيجب على المؤمنين جميعًا أينما كانوا أن يتقوا الله في كل شيء، ومن ذلك أن يتقوه في ترويج المخدرات والمسكرات، وأن يحذروا ذلك، فيتبعدوا عن ترويجها وعن شربها وتعاطيها من كل وجه لا هدية ولا بيعًا ولا أخذ ثمن ولا سكوتًا عن شاربها ومتعاطيها، بل ينكر على من فعل ذلك، ولا يبيع ولا يهدي ولا يروج ولا يدع وسيلة إلا فعلها للبعد عن هذا الشر وللتحذير منه وللقضاء عليه، هكذا يكون المؤمن أينما كان يعين على الخير وعلى ترك الشر، ولا يحضر أهل الباطل فإنهم القوم يشقى بهم جليسهم، فينبغي ألا يحضر مجالسة من يتعاطى هذه الأمور، فإن من جالسهم جروه إلى عملهم السيئ كما أن من جالس الأخيار صار معهم وعمته الرحمة وربما هداه الله بهم وصار من أهل الخير بعدما صار من أهل الشر فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، أما الأشرار شراب الخمور وأصحاب القمار وأصحاب التدخين فإنهم يجرون من جالسهم وربما عمته العقوبة واللعنة معهم إذا حضرهم، فينبغي الحذر من هذه الشرور والحرص على القضاء عليها والتعاون مع المسؤولين للقضاء عليها، ولا شك أن ولي الأمر وفقه الله يشكر على ما أصدر من التعميم في التحذير من التدخين في جميع المصالح والشركات والمؤسسات، ولا شك أن الواجب على المسؤولين أن يساعدوا في ذلك وأن يعينوا في ذلك، فإن الواجب أن يعان ولي الأمر في كل ما يأمر به من خير وفي كل ما ينهى عنه من شر، فلا يجوز التساهل في هذا، بل يجب أن يعان ولاة الأمور فيما يأمرون به من الخير، وأن يعانوا أيضًا فيما ينهون عنه من الشر، وبالتعاون بين ولاة الأمور وبين أعيان الرعية وبين المسؤولين يكثر الخير ويقل الشر.
وفق الله الجميع، وهدى الجميع لصراطه المستقيم.