فالواجب الحذر ما دمت في دار المهلة، والواجب أن تحاسب نفسك قبل أن يهجم عليك الأجل حتى تؤدي الحقوق، وحتى تكون التوبة كاملة من ندم على الماضي من الذنوب والإقلاع من الذنوب وتركها والحذر منها تعظيمًا لله وخوفًا منه، وأمر ثالث وهو العزم الصادق ألا تعود فيها، وأمر رابع أن ترد المظالم إلى أهلها إن كان عندك مظالم للناس تردها إليهم أو تستحلهم منها، تقول: يا أخي أبيحوني سامحوني، جزاكم الله خيرًا، هذا هو الواجب، فمن رحمة الله أن توفق لهذا، وأن تهدى لهذا الأمر، وعليك أن تلزمه دائمًا أبدًا، والتوبة لازمة كما تقدم، واجبة فريضة من جميع الذنوب، ولو تاب من بعضها صحت التوبة، لو تاب من بعض ولم يتب من بعض صحت التوبة مما تاب منه، لو كان عنده زنا وشرب خمر نعوذ بالله فتاب من أحدهما توبة صادقة تاب الله عليه وبقي عليه الآخر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهكذا لو كان ثلاثة ذنوب زنا وشرب خمر وظلم للناس مال أو دم أو عرض فتاب من أحد الثلاثة أو اثنين منها توبة صادقة مستوفى للشروط صحت توبته، وبقي عليه الذنب الآخر، فعليه أن يبادر بالتوبة منه.
الثلاثاء ٠٨ / جمادى الآخرة / ١٤٤٦