كذلك على طالب العلم أيضًا إذا سمع الفائدة وتحققها أن ينشرها بين الناس، الرسول ﷺ يقول: بلغوا عني ولو آية، وكان عليه الصلاة والسلام يقول للناس إذا خطبهم: فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فالذي يسمع الفائدة والعلم وحضور حلقات العلم يبلغ الناس، يبلغ ما سمع من الخير إذا ضبطه وحفظه حتى لا يكذب، لا يبلغ إلا شيئًا حفظه وعلمه يقينًا، يبلغه لغيره حتى يستفيد غيره من ذلك بلغوا عني ولو آية، ويقول ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ويقول ﷺ: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، وهذا كله في علماء الحق علماء السنة.
أما علماء الضلالة فلا بأس أن تنشر عنهم ذمهم وعيبهم والتنفير منهم، علماء السوء الذين يدعون إلى البدع ويدعون إلى الشرك حذر منهم الناس، قل: فلان يدعو إلى الشرك، يدعو إلى عبادة القبور، يدعو إلى البدع، لا يطاع إذا عرفت ذلك عن يقين، وأما علماء الحق علماء الهدى الواجب التشجيع على حضور مجالسهم، وحضور الفائدة التي يلقونها في الناس، وحضور حلقات العلم، والدعاء لهم بظهر الغيب أن الله يعينهم ويوفقهم ويمنحهم الصواب، هكذا ينبغي لأهل العلم وأهل الإيمان، وهكذا ينبغي للمسلمين التعاون على البر والتقوى، والحرص على كل خير يصل إلى العباد والتشجيع عليه والحذر من كل شر.