واجب المجتمع تجاه علمائهم

وهؤلاء العلماء الذين بين لك الشيخان حالهم هم المستحقون على بقية الناس أن يدعوا لهم، وأن يسألوا الله لهم التوفيق والإعانة على الخير، وأن يحفظهم بالإسلام، وأن يعينهم على تبليغه، وأن يعينهم على تفقيه الناس، وتعليم الناس  ما خلقوا له، فيشكرون على ما قاموا به، ويدعا لهم بالتوفيق والهداية، وإذا قصروا ذكروا وشجعوا، وكل إنسان له أخطاء كل بني آدم خطاء لكن سبهم والتشهير بهم وتثبيط الناس عن الأخذ عنهم هذا من البلاء العظيم ومن المنكر العظيم ومن الفساد في الأرض؛ لأن سب أهل العلم الأحياء والأموات معناه تنفير الناس من علمه، معناه تنفير الناس من أن يسألوه، معناه حث الناس على احتقارهم وأنهم لا قيمة لهم في المجتمع، وأن القيمة للمهندس فلان أو الطبيب فلان الذي يسعى في عمارة الأبدان وفي منفعة الأبدان في هذه الدنيا، أما منفعة الأرواح والقلوب والسعادة في الآخرة فهذا أكثر الخلق في معزل عن ذلك لا يبالي بذلك هذه المصيبة العظيمة، ولكن أهل العلم بالله وبرسوله الذين نفع الله بهم الناس وفقهوا الناس وأرشدوا الناس إلى الخير بالتبليغ والدعوة إلى الله لهم شأنهم العظيم، فعلى المجتمع أن يعرف أقدارهم، كما أن على المجتمع في عهد الرسل أن يقدروا الرسل عليهم الصلاة والسلام وأن يحبهم وأن يستفيد منهم، فالعلماء هم خلفاء الرسل في الأرض، وهم وراث الأنبياء، فالواجب على العلماء أن يصونوا علمهم، وأن يعظموا الله، وأن يستقيموا على دينه، وأن تكون أقوالهم وأعمالهم وفق الكتاب والسنة، وأن يحذروا التساهل في أمر الله، وأن يكونوا دعاة للحق وهداة للخلق بأقوالهم وأعمالهم، وعلى المجتمع أن يعرف لهم أقدارهم، وأن يعينهم على مهمتهم، وأن يسأل الله لهم التوفيق والإعانة، وأن يحث الناس على الأخذ عنهم، والاستفادة منهم، أو يشجعهم إذا قصر الإمام أو الداعي يشجع يا أخي عظنا يا أخي ذكرنا يا أخي علمنا نحن في حاجة، يشجعون ويحرضون على الخير، ولا يجوز أبدًا سبهم ولا تحقيرهم ما داموا يدعون إلى الله، ويعلمون شريعة الله، ويتفقهون في دين الله، فعليك أن تتعلم منهم وأن تتفقه.