التعاون في إزالة المنكرات

ومن ذلك أمر خامس وهو أن تساعدوا في إزالة الشر، من شاهد منكم شرًا رفع أمره إلى من يزيله من الهيئات، إلى وزير الداخلية، إلى دار الإفتاء، إلى بعض العلماء الذين تعرفونهم تتصلون بهم وتكتبون لهم وتقولون: رأينا كذا، وسمعنا كذا، مما ترجون أنه يزال على أيدي من ترفعون إليه، هذا من التعاون، ولا ينبغي اليأس، ويقول: هذا أنا فعلت، وأنا فعلت، لا ينبغي اليأس، اليأس مما يطلبه الشيطان، ومما يزينه الشيطان حتى لا يقوم جهاد ولا عمل، فمن أدام قرع الباب فتح له، فالأخذ بالأسباب أمر مطلوب، والله يقول جل وعلا: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله [يوسف:87]، فلا ينبغي للعبد أن ييأس ويقول: فعلت وفعلت، أو هؤلاء لا يفعلون لا، ينبغي أن يعمل ويرفع إن شاهد مجلة خطيرة، شاهد أفلامًا خبيثة، شاهد كتبًا خبيثة، يرفع يتصل بنا، مثلًا ببعض العلماء الآخرين يقول له: رأيت كذا يشتريها ويعطى ثمنها إن كان  يريد ثمنها يقدمها يكتب لوزير الداخلية أو نائبه وفقهم الله، ووزير الداخلية هو رئيس مجلس الإعلام كذلك وزير الإعلام كذلك الملك رأسًا لا يتأخر عن شيء يرى أن فيه نفع للمسلمين، يكتب ويتقدم ويسمي بنفسه لا يكتب مجهول يسمي نفسه إذا شاهد شيئًا، رأيت كذا ورأيت كذا بالعبارات الحسنة والأسلوب الجيد، شاهدت في المحل الفلاني في الرياض في الدمام في المدينة في بريدة في كذا في كذا في أبها شاهدت كذا ورأيت كذا حتى يعان، يتصل بالهيئة رئيس الهيئة رئيس المركز المحكمة يتصل بهم ويقول: اتقوا الله رأينا كذا ورأينا كذا، ويكتب هذا من باب التعاون على البر والتقوى، من باب التعاون على إزالة الشرور، وأنتم تعلمون هذا واقع، وأن الشر كثير، فإذا كان ما في تعاون فالشر يزيد، إذا كان ما في تعاون بين المجتمع بين أعيان المسلمين يتعاونون مع قضاتهم ومع علمائهم ومع الهيئة ومع ولاة الأمر ومع وزير الداخلية ومع الإعلام إذا كان ما في تعاون كل واحد يقول: الأمر ما فيه حيلة، الأمر انتهى، الناس ما ينفعون، الناس ما يمتثلون، الهيئة ما تنفع، فلان ما ينفع، معنى هذا حصل مطلوب الشيطان من التكاتل، وترك الحبل على الغارب واليأس، وهذا يحبه الشيطان ويرضاه الشيطان ونواب الشيطان، فالواجب التعاون بصدق على كل خير، والتعاون بصدق على ترك كل شر، ولا تحتقروا الجهات المسؤولة، ترجون فيها النفع، لا من جهة الهيئة، ولا من جهة دار الإفتاء، ولا من جهة المحاكم، ولا من جهة وزير الداخلية ونائبه، ولا من جهة الإعلام، ولا من جهة العلماء، بقية العلماء في أي مكان غير القضاة كل واحد من العلماء عليه مسؤولية، وهكذا أمير البلاد وكبراء البلاد عليهم مسؤولية، فالمسؤولون يتعاونون في إزالة كل شر، والقضاء على كل بلاء حسب الطاقة والإمكان، والله ولي التوفيق، إنما عليك يا عبد الله الأسباب، إنما على الناس الأسباب والله يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة:2].