من تعلم لله وطلب الله جاءته الدنيا وهي راغمة، ويسر الله أمره، فالوظائف وغير الوظائف يأتي، روى أبو داود رحمة الله عليه في سننه بإسناد جيد عن النبي ﷺ أنه قال: من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة، يعني: ريحها، يعني: ما تعلم إلا ليصيب عرضًا من الدنيا ما همه الإسلام ولا دين الإسلام، ولا همه أن يعرف ما أوجب الله، ولا ما حرم الله، وإنما يتعلم حتى يتوظف في الدائرة الفلانية، أو في الشركة الفلانية، أو حتى يدرك مالا يقوم بنفسه وعائلته ونحو ذلك، لا تهمه الآخرة، ولا يهمه دين الله، هذه من المصائب العظيمة والجهل الكبير، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة أن يتفقه في دين، وقد روي عن رسول الله أنه قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم جاء هذا من طرق وصححه بعض الحفاظ ومعناه صحيح، طلب العلم فريضة على المسلمين والمسلمات جميعًا أن يتفقهوا في الدين، وأن يعلموا ما أوجب الله عليهم، وأن الواجب أن يتعلم الإنسان ما لا يسعه جهله، كيف يصلي، كيف يصوم، كيف يحج، كيف يزكي، كيف يعبد ربه، يتعلم هذه الأمور التي أوجبها الله عليه، وما فيها مما شرعه الله ، ويتعلم ما حرم الله عليه، حتى يبتعد عن ذلك، وحتى يحذر ذلك، ويروى عنه أنه قال: من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فالنار النار، المقصود أن الواجب الإخلاص لله ....... تعلم دين الله، تعلم لتعرف دينك، لترضي ربك، لتعلم ما أوجب عليك، وما حرم عليك حتى تعبد الله على بصيرة.
السبت ٢١ / جمادى الأولى / ١٤٤٦