بقي شيء واحد نبه عليه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك، وهو ما يتعلق بالعمرة في رجب، ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله وجماعة أن عمر كان يعتمر في رجب، وأن بعض السلف كان يعتمر في رجب، هذا يحتاج إلى عناية ونقل، وقد كنت عازمًا على إعداد هذا الشيء قبل هذه الندوة، ولكن شغلت عن ذلك وأنسيته، وسوف يعد إن شاء الله في الليلة الآتية في الجمعة الآتية إن شاء الله حتى أكون في هذا على بينة واضحة، فلا يكفي أن ابن رجب ذكر ذلك، ولا يكفي أن غيره ذكر ذلك، والمقام يحتاج إلى العناية التامة بتتبع الطرق التي جاء فيها أن عمر كان يعتمر في رجب، فبعد التتبع والنظر فيمن خرجها وسلامتها من العلل يكون هذا من سنته ، وقد قال ﷺ: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وهو أحدهم رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا، فهذا يؤجل إلى الجمعة الآتية إن شاء الله حتى نعيد فيها النظر، والمشايخ كذلك لعلهم يعنون بذلك أيضًا، وأنا إن شاء الله أعنى بهذا لمزيد الفائدة والعلم، والمقصود من هذا كله أن نعلم جميعًا أن جميع العبادات توقيفية، وأن المؤمن ليس له أن يحدث شيئًا من كيسه، ولو أن إنسانًا قال: الناس عندهم فراغ عندهم محبة للخير، فينبغي أن ينشأ لهم عبادة جديدة سادسة مع الخمس صلوات يكون لهم سادسة ندعوهم إليها في الضحى في وسط الضحى تكون سادسة من باب حثهم على الخير لكان مبتدعًا ضالًا في هذا غالطًا، وهكذا لو قال: رمضان ما يكفي شهر من السنة ما يكفي ينبغي أن يجعل نافلة أن يصام مع رمضان شهرًا آخر كربيع الآخر أو جمادى الأولى حتى يزدادوا خيرًا، فيقال: هذا غلط وبدعة ليس للناس أن يشرعوا، وهكذا لو قال قائل: الحج ما يكفي مرة في السنة ينبغي أن يكون الحج مرتين في السنة أو ثلاث في السنة كان غالطًا بإجماع المسلمين، وكان قوله باطلًا، وهكذا العبادات الأخرى من يريد أن يأتي بعبادة بأي زمان أو في أي مكان لم تثبت عن رسول الله ﷺ ولا عن خلفائه الراشدين فإنها تكون مردودة عليه.
نسأل الله لنا ولكم الهداية، نسأل الله أن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا، وأن يمنحنا الفقه في الدين جميعًا، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يوفق المسلمين جميعًا لما فيه صلاحهم ونجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.