فإن كتاب الله الكريم هو أعظم علاج، وأنفع علاج لأمراض القلوب، وأمراض الأعمال والمجتمع، وهو أيضًا علاج عظيم لأمراض البدن أيضًا، ولكن الله أنزله لعلاج القلوب، وعلاج أمراض المجتمع من الفساد، حتى ترجع القلوب إلى صلاحها، وإلى طهارتها، وإلى إيمانها بالله ورسوله، وإلى بعدها من كل ما حرم الله ورسوله، وحتى ترجع المجتمعات إلى طاعة الله ورسوله، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، فبالإقبال على كتاب الله القرآن وتدبر معانيه والاستكثار من تلاوته والمذاكرة فيما دل عليه مع الإخوان والأحباب وأهل العلم في ذلك أعظم وسيلة لعلاج القلب ولطهارة القلب مما نزل به من شبهة أو مرض شك، أو مرض شهوة هذا أعظم علاج وأكبر علاج، وقد عالج به النبي صلى الله عليه وسلم أمراض المجتمع في مكة وفي المدينة حتى هدى الله به من هدى، ودخلوا في دين الله عز وجل، فعليك يا أخي أن تقبل على كتاب الله، وأن تعنى بقراءة كتاب الله، وتدبر معانيه، وعلاج قلبك ومجتمعك بما تتلو وبما تفهم من كتاب ربك عز وجل، ومن ذلك التعلم، فإن كتاب الله طريق العلم أيضًا، فالجهل داء عضال، وسبب للتساهل بالشهوات، وسبب لقبول الشكوك والأوهام والشبهات، ففي كتاب الله علاج لذلك، فإنك تأخذ من كتاب الله علمًا نافعًا، وهكذا من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام والعناية بها والعناية بسيرته وسيرة أصحابه تستفيد من ذلك علمًا نافعًا، تضمه إلى ما عرفت من كتاب الله ، وتضمه إلى ما عرفت أيضًا من أهل العلم ممن جالست من أهل العلم والإيمان والبصيرة، ومن جالست من إخوانك الطيبين، فتضم هذا إلى هذا، ويحصل لك بذلك خير كثير في علاج أمراضك، ومحاربة أدواؤك الأدواء المتعلقة بالشهوات والأدواء الناشئة عن الشبهات.
الإثنين ٢٣ / جمادى الأولى / ١٤٤٦