فالحاصل من هذا أن تربية الأولاد على الإسلام والعناية بهم يجعلهم بعدما يبلغون ويتعلمون ما شاء الله يجعلهم قوة عظيمة في الدعوة إلى الخير، والنشاط في الحق، وإرشاد الناس إلى أسباب النجاة، والأخذ على يدي المنحرف، والصبر على ذلك بقوة الإيمان، وقوة الثبات، وقوة الغيرة، وقوة الإخلاص والصدق، فلا ينبغي لوالدي الشباب وأسرهم وأقاربهم أن يخذلوهم، أو يتقاعسوا عن إمدادهم بالخير، وتشجيعهم على ما ينفعهم وينفع الأمة، وقد دب الشيطان إلى أناس كثير وزين لهم أن هذا الشباب قد يزيد قد يحصل منه تجاوزات، قد ......، وهكذا يلقي الشيطان أشياء كثيرة، فيضعفون عن المناصرة والمقاومة والمساعدة ......، وربما ذموا وعابوا وتكلموا بالكلام الذي لا ينبغي في المجالس التي يخلون فيها وفي غير ذلك، وهذا كله من كيد الشيطان، وكله من دعوة الشيطان، فالواجب التشجيع والعناية على الأب وعلى الأم وعلى الإخوة وعلى الجيران وعلى غيرهم إذا رأوا الشاب الصالح شجعوه، ودعوا له بالتوفيق، ونشطوه وساعدوه، وإذا رأوا منه شيئًا من تقصير أو من زيادة نصحوه بالكلام الطيب، والرفق والحكمة وكل إنسان يقع ......، من هفوة ونقص، والعلم يعدل ما يكون هناك من نقص التعليم والتوجيه والإرشاد، ليس الإنسان يخرج من بطن أمه متعلمًا، ولا كاملًا، ولا يبلغ كاملًا، ولا يتعلم فيكمل من كل الوجوه قد يعتريه شيء، لكن بالله ثم بآبائه وإخوانه وزملائه الطيبين ومعلميه ومرشديه يتوجه إلى الخير ويزداد فيه الخير، ويقل فيه الشر، حتى يبلغ ......، التي يكمل فيها إيمانًا وقدوة في الخير.
الثلاثاء ٠٤ / ربيع الآخر / ١٤٤٦