واجب المسلم تجاه إخوانه عند اشتداد غربة الإسلام

وأنتم في عصر اشتدت فيه غربة الإسلام، وقل فيه دعاة الهدى وعلماء الحق، وكثر فيه دعاة الباطل ودعاة الفساد، ....... عن ذلك، فوجب على كل مؤمن أن يأخذ نصيبه من النصيحة لله ولعباده، وأن يأخذ نصيبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يأخذ نصيبه بالإصلاح بين الناس، وأن يأخذ نصيبه في إبلاغ العلم، ونشر العلم، إلى غير ذلك من وجوه الخير، ألم تسمع قول الله في كتابه العظيم: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، ما في أحسن قول من هذا، وهذه الآية تعم الرسل وعلماء الحق والدعاة إلى الخير، وهكذا المؤذنون كلهم داخلون في هذا، وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].

ويقول ﷺ في الحديث الصحيح: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ويقول عليه الصلاة والسلام أيضًا لعلي لما بعثه إلى خيبر إلى اليهود يدعوهم إلى الإسلام قال له: فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم، واحد رجل واحد يهدى على يد الإنسان خير له من جميع النوق في الدنيا، النوق الحمر كانت العرب تعظمها وتقتنيها كثيرًا، وتفضلها على غيرها، والمعنى أن هداية رجل واحد على يديك خير من الدنيا وما عليها.

ويقول عليه الصلاة والسلام: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقض ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئًا، وفي هذا تعلمون فضل الرسل وما لهم من الخير العظيم، الرسل عليهم الصلاة والسلام لهم مثل أجور أتباعهم، وعلى رأسهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو أفضلهم وإمامهم له مثل أجور أتباعه إلى يوم القيامة، ملايين الملايين له مثل أجور أتباعه إلى يوم القيامة، لماذا؟ لأنه هو الذي دعاهم إلى الخير بأمر الله، وأرسله الله إليهم فدعاهم وبلغ وأنذر ونصح، فيكون له مثل أجور أتباعه من الجن والإنس والرجال والنساء والشباب والشيوخ وغيرهم من سائر المكلفين إلى يوم القيامة، هذا فضل عظيم.

وهكذا العلماء علماء الحق الدعاة إلى الله من القرن الأول إلى يومنا هذا وما بعده، وهكذا في القرون السابقة علماء الحق ودعاة الهدى لهم مثل أجور أتباعهم إلى يوم القيامة، فينبغي لك يا أخي أن تنشط في هذا الخير، وأن تبلغ ما تعلم من الخير لأهلك وجيرانك وأصحابك وغيرهم بالأساليب المرغبة بالأساليب التي ترجو فيها التأثير والنفع.