وسمعتم ما أوضحه فضيلته، ولا ريب أن الشباب لهم شأن في الأمة، وهم عمادها بعد الله في الدفاع عنها، والأخذ بيدها إذا شاركوا ....... إذا وفقه الله وهداه واستقام على التربية الصالحة الطيبة الإسلامية، أو ....... سبب آخر لهلاكها ودمارها والقضاء عليها إذا تربى على الأخلاق المنحرفة والعقيدة الفاسدة والأخلاق الذميمة، ولذلك جاء الإسلام بالحث على تربيته وتنشئته التنشئة الصالحة حتى يشب على الخير والهدى والأخلاق الفاضلة، وحتى ينشأ النشأة الدينية الصالحة، وحتى يتربى على ما جاء به الإسلام من الأخلاق الطيبة والأعمال الصالحة والصفات الحميدة والرجولة والقوة والرغبة في الخير والهمة العالية، فهذا في الجملة، أما الأمور الأخرى المتعلقة بالأحكام فشأن الشباب شأن غيرهم في الواجبات كالأكهال، فالواجب على الكهول واجب على الشباب، من الصلوات، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وصدق الحديث، وإكرام الضيف، وترك المحارم إلى غير هذا مما شرع الله للعباد، فالشباب والشيب والكهول كلهم شركاء، والرجال والنساء كذلك كلهم شركاء في هذه الواجبات على حسب توافر شروطها وأسباب ........
ولكن يراعى في الشباب قبل البلوغ أشياء حتى ينشأ على الخير والهدى، وحتى ينشأ على ما يجعله شبابًا صالًحا قائدًا في الخير مبتعدًا عن الشر، تعلو همته إلى كل خلق كريم، ويرغب في كل عمل صالح، ويساعد مجتمعه وأسرته في كل ما ينفع المجتمع، وفي كل ما يقرب إلى الخير ويباعد من الشر، وفي كل أسباب العزة والرفعة والكرامة، كما يسعى أيضًا فيما يجعله سعيدًا في الآخرة، وناجيًا في الآخرة كسائر أفراد الأمة من المكلفين، وقد ذكر فضيلته لكم آيات تتعلق بالشباب، وأن الشباب ينبغي بل يجب أن يربى على الإيمان والهدى حتى يستقيم عليه، وحتى يحافظ عليه، وحتى يؤدي واجبات الإيمان، وحتى يحذر ما ينافي الإيمان كما ذكر الله جل وعلا عن فتنة أهل الكهف حيث قال : إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى [الكهف:13]، هذا الشباب لما رزق الإيمان نشط في الحق والدعوة إليه، وعادى في ذلك، ووالى في ذلك، حتى جرى ما جرى عليه، والشباب اليوم بحمد الله لديهم من الهمة العالية والرغبة في الخير والنشاط في تعلم العلم النافع بأدلته، والحذر من الأخلاق الذميمة، والسيرة السيئة ما يبشر بالخير، وليس خاصًا بهذه البلاد، بل في بلدان لا تحصى، ودول كثيرة حتى في خارج الدول الإسلامية الأخبار عن الشباب في كل مكان تدل على خير كبير، وإن كان الشباب والأمم عندهم من الانحراف والشر والفساد ما عندهم، لكن وجود شباب صالح في هذا المجتمع العظيم، وهو العالم الواسع يستقيمون على الخير ويطلبون الخير ويدعون إليه هذا يبشر بخير، ونسأل الله أن يزيدهم خيرًا وقوة ونشاط وهمة عالية في الخير.
ثم هذا الشباب فهم بحمد الله أيضًا يساعدون ويعينون ويؤيدونه ويعينونه وينضمون إليه من الكبار في أماكن كثيرة، وفي دول كثيرة في أوروبا وفي أمريكا وفي الدول الإسلامية في آسيا في أفريقيا وفي كل مكان إلا ما شاء الله، الأخبار عنهم بحمد الله تسر في النشاط، في طلب العلم والتفقه في الدين، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحرص على أن يفهموا دين الله على الوجه الذي جاء به كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فهذا الشباب يحتاج إلى المزيد من العناية، والعلماء والكبار والولاة حتى ينشط، وحتى يزداد علمًا، وحتى يكثر، وحتى يقوى فيقود الأمة إلى الخير والهدى والصلاح، ويكون عمادًا قويًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي القضاء على أسباب الفساد، وعلى عوامل الشر بتوفيق الله .