الذكر بالقلب واللسان والجوارح

والذكر كما سمعتم يكون بالقلب من خوف الله ومحبته وتعظيمه والشوق إليه والإخلاص له ونحو ذلك، ويكون باللسان مثل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أستغفر الله، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم اغفر لفلان، اللهم اغفر لوالدي إلى غير هذا، فالدعوات كلها ذكر لله؛ لأنها تسأله وتضرع بين يديه، وتؤمن بأنه الغفور، وأنه الرحمن، وأنه القادر على كل شيء، أنت تسأله لإيمانك بأنه القادر بأنه الرحمن بأنه الرحيم بأنه يسمع كلامك ويعلم حالك ويعلم حال من دعوت له، فهذه عبادة الذكر باللسان، فينبغي أن تكون مع القلب، وأن يتواطأ معها القلب بالصدق بالدعاء والرغبة فيما عند الله ، ثم العمل عبادة وذكر، صلاتك وصومك وحجك وجهادك كله ذكر، فعليك أن تصدق في ذلك، وأن يكون القلب مع اللسان مع الجوارح كلها صادقة في ذكر الله وتعظيمه ، تذكر الله صًادقا وتعمل بقلبك صادقًا من حب وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة، وهكذا أعمالك أعمال الصادقين أعمال المخلصين أعمال المجتهدين في تطبيق أعمالهم على شرع الله ، فتكون أعمالك مكللة بالصدق والإخلاص لله ، يكون على وجه الشريعة موافقًا لشريعة الله ليست بدعة، ومع ذلك قد عنيت بها وكملتها وتممتها وأخلصتها لربك عز وجل، هذا كله من ذكر الله .