والمقصود أنهم سبقوا إلى هذه البدعة، بدعة الغلو في الدين، ولم يزالوا هكذا إلى يومنا هذا هم أول من بنى المساجد على القبور، وهم أول من سب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وفعلوا ما فعلوا من المناكر الكثيرة، نسأل الله العافية.
ثم ظهرت بدعة الموالد بعد ذلك في سنوات في القرن الرابع بعد القرون المفضلة، ووقع قبل ذلك الغلو بالقبور واتخاذ المساجد عليها من جهة الرافضة، ثم تابعهم عليها أناس كثيرون ممن يدعي السنة والإسلام حتى بنوا على القبور وعظموها، وبنوا عليها المساجد والقباب، حتى عبدت من دون الله، حتى جعل أهلها آلهة مع الله يعبدون ويدعون ويستغاث بهم وينذر لهم في بلدان كثيرة وفي دول كثيرة، وفي بقاياه الآن ما هو معلوم عند الناس في مصر والشام والعراق في بلدان كثيرة والهند وباكستان وغير ذلك، وكان من ذلك جملة كبيرة في هذه البلاد في الحجاز ونجد عبدت القبور في المعلاة وفي المدينة المنورة وفي جهات كثيرة وهنا في الرياض وملحقاته، كل ذلك بأسباب الغلو الذي قال فيه النبي ﷺ: إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم الغلو في الدين، والغلو: الزيادة، الزيادة في محبة الأنبياء على غير هدى، والزيادة في محبة الصالحين على غير هدى أوقعتهم في هذه البدع، وفي الشرك، نسأل الله العافية.