المقصود أن قول الزور وشهادة الزور شرها عظيم، وفسادها كبير عند القاضي، وفي المجامع، وعند الناس، وفيما بينك وبين شخص آخر، حتى يسبب مشاكل على ذاك المكذوب عليه، أو أمر منكر يجب الحذر منه مطلقًا في أي مكان عند الجماعة، في المدرسة، في الطريق، في المسجد، عند الحاكم، في أي مكان، قول الزور وشهادة الزور شره عظيم، وفساده كبير، في أي مكان وعواقبه وخيمة، فالواجب على كل مسلم أن يحذر ذلك وألا يبيع دينه بعرض من الدنيا، ولو كان أخاك المشهود له، ولو كان أباك، ولو كان أمك، ليس لك أن تشهد بالزور من أجل قرابة أو صداقة أو عداوة للمشهود عليه أو غير هذا، فاتق الله وراقب الله واحذر أن تشهد بالزور لأجل طمع أو قرابة أو صداقة أو غير ذلك، بل قل الحق وإن كان مرًا، فالأمور أمران كتم الشهادة وشهادة الزور، وكلاهما محرم، لا تكتم ولا تشهد بالزور، قل الحق وإن كان مرًا، الله يقول جل وعلا: وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ [البقرة:283].
الشهادة التي عندك قد علمتها قد سمعتها قد علمتها بوجوه ترشدك إلى العلم قلها وبينها، تشهد أن هذا الإنسان باع على فلان كذا، قتل فلانًا، قذف فلانًا عن يقين فاشهد، أما أن تشهد لطمع أو قرابة أو صداقة أو غير هذا فهذا هو المنكر العظيم والفساد الكبير، فلا تكتم ما عندك من الحق ولا تشهد بالزور والباطل على أحد من الناس، واتق الله وراقب الله في ذلك.
ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لرجل أراد الشهادة: ترى الشمس؟ قال: نعم، قال: على مثلها فاشهد أو فدع الحديث ضعيف، يروى يقال يروى ويذكر بصيغة التمريض من باب الإيضاح والبيان؛ لأن الشاهد ينبغي له أن يتحقق فيما يشهد، وأن يعتني وألا يتساهل في الأمور، بل يشهد بالشيء المعلوم، ويدع ما لا يعلم، ويتقي الله ولا ينبغي بل ولا يجوز أن تحمله محبته لهذا المشهود له أو قرابته منه أو عداوته للمشهود عليه لا يجوز له أبدًا أن يحمله ذلك على قول الزور وشهادة الزور، نسأل الله للجميع العافية والهداية.