قيام الرسل بتبليغ الرسالة

هذا الموضوع موضوع عظيم سمعتم ما فيه، والله عز وجل أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام رحمة منه لعباده، وإحسانًا إليهم، وليخرج من شاء من عباده من الظلمات إلى النور، وليقيم الحجة ويقطع المعذرة، ويبين للناس صراطه المستقيم، حتى يهلك من هلك عن بينة، وحتى يحيى من حي عن بينة، ولقد قام الرسل عليهم الصلاة والسلام بمهمتهم أكمل قيام، فبلغوا رسالات ربهم، وأدوا الأمانة، ونصحوا للعباد، وعبدوا الله عز وجل حتى أتاهم اليقين من ربهم، جزاهم الله خيرًا، وصلى وسلم عليهم صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين، وعلى رأسهم إمامهم وأفضلهم وخاتمهم نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، فقد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه، فجزاه الله عنا جميعًا وعن أمته كلها أفضل الجزاء، وصلى وسلم عليه صلاة وسلامًا دائمين إلى يوم الدين، ونفعنا الله برسالته، وجعلنا من المقتدين بها والقائمين بها ......

الرسل عليهم الصلاة والسلام من نعم الله العظيمة، وهم خلاصة البشر، هم أفضل البشر، وهم خير البشر عليهم الصلاة والسلام، دعوا الناس إلى الخير، وصبروا على الأذى، بشروا وأنذروا، وعلموا وبينوا، وهدوا الناس بالدعوة والبيان إلى صراط الله، فمن الناس من قبل وفاز بالسعادة في الدنيا والآخرة، وأكثر الخلق رد هذه الدعوة ولم يقبلها وصار مع الهالكين، والله يقول جل وعلا: فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [النحل:35]، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ [الرعد:40]، فعليهم البلاغ فقط، فقد بلغوا وأنذروا وأمروا ونهوا وقاموا بما أوجب الله عليهم عليهم الصلاة والسلام.