وهو موضوع المسكرات والمخدرات وخطرها على المجتمع، وقد أوضح المشايخ جزاهم الله خيرًا ما يجب في هذا الموضوع، وبينوا تحريم الشرع للمسكرات والمخدرات، وبينوا أخطارها وأضرارها، وما يترتب عليها من الفساد الكبير والشر العظيم، وذكروا لكم جملة من الأمثلة في ذلك، وذكروا جملة من النصوص الواردة في ذلك، فجزاهم الله خيرًا، وزادهم وإيانا وإياكم من العلم والهدى والتوفيق، وضاعف مثوبتهم، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا، وهدانا جميعًا صراطه المستقيم.
أيها الإخوة في الله: مثلما سمعتم من المشايخ الأمر عظيم، فإن المسكرات شرها عظيم، وفسادها كبير على المجتمع كله، على الرجال والنساء، والشباب والفتيات، وسائر المجتمع حتى الحيوانات حتى النبات، فإن المعاصي شرها على المجتمع لا يحصى خطرها عظيم، ومن أخبث المعاصي ومن أشرها وأكثرها فسادًا المسكرات والمخدرات، نعوذ بالله من شرها، وقد فشت في الناس كثيرًا، ونقلها الكفار والفساق إلى الناس للطمع في الدنيا والحرص على جمع المال من كل طريق من حلال وحرام، أكثر الناس لا يبالي بما جمع، ولا يهمه إلا مصلحته الدنيوية العاجلة، ولا يبالي هل ...... الناس، أو سلموا كفروا أو آمنوا قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، وقال : وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام:116]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20] حيث قال فيما ذكر الله عنه في سورة الأعراف وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف:17].
فالمقصود أن هذا البلاء انتشر وكثر وعظم فساده، وحصل بسببه من الأخطار وذهاب النفوس وذهاب الأموال وغير ذلك مما يضر المجتمع ما لا يحصيه إلا الله ، ومن اتصل بالسجون والمستشفيات وغير ذلك والمحاكم عرف شر هذا وعظم ما وقع منه، نسأل الله العافية، وقد أوضح المشايخ الكثير من هذا الباب، وما فيه من البلاء العظيم والفساد الكبير ليعلم طالب العلم وليعلم المؤمن وليعلم المسلم وذو العقل السليم أخطار هذه المادة هذا الشراب وما يلتحق به من مأكول ومشروب وغير ذلك.