أما ما يتعلق بالبنوك الإسلامية التي سئل عنها فقد سمعتم الإجابة عن ذلك، فالبنوك الإسلامية بحمد الله لها وجود، وقد كثرت، ونسأل الله أن يزيدها كثرة، وأن يوفق القائمين عليها لإصابة الحق، وأن يعيذهم من نزغات الشيطان، ومن دعاة النار، وينبغي أن يعلم أن لها أعداء ولها خصوم؛ لأن أصحاب البنوك الربوية لا يرضون عنها، ويحبون أن يشوهون سمعتها مهما قدروا، حتى تبقى لهم مآكلهم في هذه البنوك الربوية.
فهذه البنوك الإسلامية مهما أمكن ينبغي أن تساعد، وينبغي أن تشجع، ومتى وقع منها خطأ أو زلل وجب أن يصلح، وأن يوجهوا إلى الخير، وأن يساعدوا على وجه الإصلاح حتى يستغنى بهم عن البنوك الربوية، وحتى يرتاح المسلمون من هذه البنوك الربوية، ويضعوا أموالهم في بنوك إسلامية، وقد اطلعنا على نظام بعضها ودرسه أيضًا مجلس هيئة كبار العلماء في هذه البلاد واتضح له بالأكثرية سلامتها من الربا وأنها جيدة، هذه بعض البنوك التي اطلعنا عليها، ولها لجنة فقهية تشاور وتعرض عليها المعاملات وتقر ما يوافق الشرع وتمنع ما يخالف الشرع، وليس معصومة هم فقهاء وعلماء وليسوا معصومين، قد يقع الخطأ منهم ومن غيرهم، لكنها في الجملة بنوك تتحرى الأمر الإسلامي، وتتحرى المعاملات الإسلامية، وهي تعمل بالمضاربات، المضاربة تشتري السلع وتبيعها بفائدة، وما تجمع يقسم بين المشتركين، لهم نظام في ذلك معروف، فالحاصل أن هذه البنوك لها أعداء ولهما خصوم، الواجب أن تشجع، وأن يعتنى بها، وأن يوصى القائمون عليها بالعناية والاجتهاد والحذر مما يخالف الشرع المطهر، ومتى عثر على شيء من ذلك وعلم طالب العلم شيئًا من ذلك أرشدهم ونصحهم ووجه إليهم ما بلغه في ذلك، حتى يكون التعاون على البر والتقوى.