الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه المحاضرة القيمة المباركة من صاحب الفضيلة: الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر، فيما يتعلق بالاعتقادات الفاسدة في النجوم والبروج وغير ذلك من الشهور والأيام ونحو ذلك، وقد أجاد وأفاد وأوضح ما جاء به الشرع في هذه المسائل، فجزاه الله خيرًا، وزادنا وإياكم وإياه علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما سمعنا وعلمنا، ولا ريب أن هذه الاعتقادات بالنجوم والاعتقادات التي يتعاطها الكهنة والمنجمون والسحرة والرمالون وغيرهم كلها اعتقادات موروثة عن الجاهلية عن الكفرة من كفرة العرب وكفرة العجم من عباد النجوم ومن عباد الأوثان والأصنام ومن غيرهم، فإن الشياطين من الإنس والجن تنزل على الناس اعتقادات فاسدة إذا رأت قلوبهم خالية من العلم النافع والبصيرة النافذة والإيمان الصادق، فإنها تدس عليهم علومًا فاسدة واعتقادات خاطئة، فيتقبل أولئك هذه الاعتقادات وهذه الأعمال السيئة؛ لأن لديهم قلوبًا فارغة ليس فيها حصانة، وليس عندهم علم يردوها ولا يدفعها مثل ما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى | فصادف قلبًا خاليًا فتمكنا |
فإن القلوب الخالية من العلوم النافعة تتقبل كل شيء، ويعلق بها كل باطل إلا من رحم الله، فإذا انتشرت العلوم النافعة في البلد أو في القبيلة أو في القرية أو في الدولة وكثر علماء الخير والهدى والصلاح وانتشرت العلوم التي جاء بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام طفئت نار هؤلاء الشياطين، وخمدت حركاتهم، وانتقلوا إلى مكان آخر يجدون فيه الفرصة لنشر ما عندهم من الباطل، وهذا هو الواقع في كل زمان ومكان، كلما غلب الجهل كثرت الاعتقادات الفاسدة والأعمال الضارة المخالفة لشرع الله ، وكلما انتشر العلم بين الناس العلم الشرعي في أي قبيلة وفي أي مكان وفي أي قرية ترحل عنها الجهل والبلاء، وترحل عنها ما يقع فيها من اعتقادات فاسدة وظنون باطلة وأعمال شركية إلى غير ذلك، وبهذا يعلم أن العباد في أشد الضرورة إلى العلم النافع، العلم بالله وبشرعه ودينه وبكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
وعلمتم مما جاء في المحاضرة أن التعلق بالنجوم والبروج وغيرها من المخلوقات أقسام.