القسم الأول اعتقاد التصرف والتدبر في الكون

.. ومنها ما هو كفر أكبر، ومنها شبهة، ولا خلاف بين أهل العلم وهو أن يعتقد أن هذه النجوم أو هذه البروج -والبروج هي النجوم الكبيرة، وهي اثنا عشر برجًا- أو الشمس أو القمر، أو أحدًا من الناس أن لها تصرف في الكون وأنه يدبر بعض الكون فهذا شرك أكبر، وكفر أعظم، نسأل الله العافية؛ لأن الله هو المتصرف في الكائنات، وهو مدبر الأمور لا مدبر إلا الله جل وعلا، كما قال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ [يونس:3]، وهو مدبر الأمور ومصرف الكائنات، وليس معه شريك في ذلك لا ملك ولا نبي ولا جن ولا إنس ولا غير ذلك، فمن زعم أن لله شريكًا في تدبير الأمور العلوية والسفلية فقد كفر إجماعًا فهو سبحانه الواحد الأحد ليس له شريك في تدبير الأمور ولا في خلق الأشياء، كما أنه لا شريك له في العبادة فهو المستحق وحده للعبادة سبحانه وتعالى، وكما أنه لا شريك له في أسمائه وصفاته بل له الكمال المطلق في أسمائه الحسنى وصفاته العلا جل وعلا فلا شريك له في ربوبيته ولا في إلاهيته ولا في أسمائه وصفاته ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163].