الكبر داء إبليس

 والشيطان أخبر الله عنه جل وعلا أنه لما أمر بالسجود مع الملائكة أبى واستكبر وكان من الكافرين، وبين جل وعلا أن عنصره خبيث عنصره النار بها استكبر وبها رفع رأسه أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ [الأعراف:12] يعني آدم خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12] يعني: فكيف أسجد له؟! كيف يسجد الفاضل للمفضول؟ هذا اعتراض منه على الله وتكبر وإعجاب بأصله وعنصره الذي هو النار، والله جل وعلا قال: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ [الحجر:27]، فهو يعلم أنه خلق من النار وقد أقر بهذا، والله أخبر عنه بذلك وهو أصدق القائلين جل وعلا وقال: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ [الحجر:27]، وقال عن الشيطان أنه قال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12]، فلهذا تكبر وأبى أن يسجد لآدم حتى طرد ولعن، لعنه الله وطرده، وصار طريدًا لعينًا قائدًا لكل خبيث، وقائدًا لكل شيطان، وقائدًا لكل كافر، وقائدًا لكل لائط وزان، وقائدًا لكل مجرم، وقد ذكر في أخبار بني إسرائيل والعباد الأوائل وذكر بعض السلف في هذا الباب حكايات كثيرة أنه كان من أعبد الناس هذا الشيطان، وكان له سلطان في السماء الدنيا، فلما أمر الله الملائكة بالسجود استكبر عن هذا الأمر وترفع عن هذا الأمر، وهذه الحكايات التي ذكرها بعض السلف بعض التابعين وغيرهم وذكر بعض السلف أنهم نقلوها عن بني إسرائيل كلها لا يعتمد عليها، كلها حكايات لا يعتمد عليها، وإنما قال النبي ﷺ: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فكل ما يحكى في هذا الباب لا نعلم فيه شيئًا يعتمد عن الله وعن رسوله سوى ما في القرآن الكريم، وما صحت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.