ضرورة التعاون بين أفراد الشعب في إنكار المنكر

المقصود مثل ما قال الشيخان: الواجب علينا التعاون، الواجب على أفراد الشعب التعاون، كان النبي ﷺ يقول إذا خطب الناس وذكرهم: فليبلغ الشاهد الغائب، ما هو المعنى يخص السامع فقط، كم لله من غائب ينتفع أكثر من السامعين، كم لله من غائب تقول: له يا أخي أنا سمعت في الندوة الفلانية أو من العالم الفلاني أو من الخطيب الفلاني كذا وكذا، فينتفع، وأنت لا تنتفع، قد تخبره وتبلغه شيئًا ينفعه ويبادر ويعمل، وأنت لا تعمل، وقد يستفيد المبلغ أكثر مما يستفيد المبلغ، فينبغي التعاون، والله يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، والنبي ﷺ يقول: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ويقول من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ويقول عليه الصلاة والسلام: المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه، يعني: لا يسلمه لأعدائه ولا يخذله، بل يحوطه ويحميه، ويدله على الخير ويرشده إلى أسباب النجاة، ويقول ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، وعلى الدولة العبء العظيم -وفقها الله-، وعليها الأمر الكبير في هذا الأمر أن تعتني بهذا الأمر، وأن تقلل من استقدام الكفرة حسب الإمكان، وأن تأخذ على يد الشعب في هذا الأمر حتى لا يستقدم إلا مسلمون ومسلمات وعند الضرورة أيضًا، لا يسمح لكل أحد بل عند الحاجة البينة، وعلى من استقدم أن يتقي الله، وألا يستقدم إلا من المسلمين، وأن يعتني أيضًا بالمسلمين والمسلمات حتى لا يستقدم إلا من هو معروف بالخير، وبتحقيق الإسلام، ويستعين بالله، ثم بإخوانه الذين يوكلهم أو يستشيرهم في أي بلاد، والأمر والله مثل ما قال الشيخان، الأمر والله خطير وعظيم جدًا، وعواقبه شديدة ووخيمة، وقد ظهر منها الكثير، وما يخفى أكثر، والأيام المستقبلة سوف تبين كل شيء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.