وقد كان أهل الجاهلية يكشفون عن وجوه نسائهم إلا من أرادت العفة لنفسها أو أراده لها أولياؤها، وكان من عادتهن التبذل، وإظهار المحاسن، وعدم المبالاة، وقد مضى على الناس في أول الإسلام شيء من هذا، وترك الناس على حالهم في عدم الحجاب، ثم إن الله جل وعلا أنزل آية الحجاب، وكان من أسباب ذلك عمر قال: يا رسول الله إنه يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرت بحجابهن، فأنزل الله جل وعلا آية الحجاب، ولله الحكمة البالغة في تأخير نزول الآيات الدالة على وجوب الحجاب، فكان الواجب أن تنتهي هذه المشكلة عند نزول الآيات، وعند ظهور الحق، فما كان من سفور في النساء المسلمات فإنه كان قبل نزول آية الحجاب.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦