وفي هذا الباب ما جاء في الحديث قول النبي ﷺ لما خطب الناس في يوم وعليهم مطر قال لهم عليه الصلاة والسلام يبين لهم ما قال ربنا قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب، وأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، فهذا الذي يظن أن المطر من الكواكب، أو أن لها تأثيرًا فيه، هذا ما أنكره الله عز وجل، وبين رسوله ﷺ إنكاره، وأن الذي قال: مطرنا بنوء كذا، يعني بنجم كذا، فهذا كافر بي مؤمن بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب؛ لأنه عليه الصلاة والسلام فيقول الله : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، يعني عند نزول المطر، فأما من قال عند نزول المطر: مطرنا بفضل الله ورحمته، فهذا مؤمن بالله كافر بالكواكب، يعني منكر؛ لأنها تؤثر في هذا الشيء، أو لها خصوصية في هذا الشيء، وأما من قال: مطرنا بنجم كذا، بنوء كذا، لقد صدق نوء كذا، لقد صدق الحاكم الفلاني، هذا كافر بالله، مؤمن بالكوكب.
هذا يبين لنا أن الكواكب ليس لها تأثير في المطر، ولا في النبات، بل الله ينبت النبات، وينزل المطر، وينفع عباده، فيما يشاء سبحانه وتعالى، وإنما جعل بعض الأشياء أسبابًا في أشياء خاصة في نمائها، وفي حسن نمائها، وفي نباتها، وفي غير ذلك، بل جعل بعض المخلوقات سببًا لبعض المخلوقات، أما إذا أراد في نوء كذا، يعني أنه وقت المطر فهذا ....... بالباء لا يكون بنوء كذا ولكن يقول: صار المطر في وقت الثريا في وقت ....... في وقت كذا ينبت هذا بإذن الله في وقت كذا في وقت كذا يخبر بالأوقات التي جرت العادة بوجود هذه الأشياء فيها، فيأتي بفي الدالة على الظرفية، فيقول: مطرنا في الربيع في الشتاء في وقت طلوع النجم الفلاني وما أشبه ذلك من باب الخبر عن الأوقات لا عن التأثير، ولهذا فرق بين مطرنا بنوء، وبين مطرنا في كذا في وقت كذا في وقت النجم الفلاني من باب الخبر عن الأوقات التي جرى فيها نزول المطر، أو جرى فيها النبات الفلاني، أو الثمرة الفلانية التي جرت العادة بأنها توجد في أوقات معينة، وبهذا يعلم الفرق بين الجائز وبين المحرم.