اليوم الآخر يوم عظيم، تنفع فيه مثاقيل الذر، تنفع فيه كل حسنة وإن قلت، فينبغي للمؤمن أن يعد لهذا اليوم، وأن يفرح بما قدم من أعمال صالحة من صلوات وصدقات وصيام وحج وجهاد وذكر لله ، أنواع الذكر والاستغفار وأنواع الدعاء وسائر أنواع الخير، لا يحتقر شيئًا أبدًا، يقدم ما استطاع، ويحذر الشر كله دقيقه وجليله، هكذا يجب، هكذا ينبغي للمؤمن، هكذا ينبغي للعاقل، وهكذا لكل مؤمنة، الكلام مع الجميع مع الصنفين مع الذكور والإناث في الصحيح يقول ﷺ: لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، وفي اللفظ الأخير: طليق، يعني منبسط، لا تحقر من المعروف، ولو أن تلقى أخاك تقابله بوجه منبسط، ما فيه تعبس، ويقول ﷺ: كل معروف صدقة، أي معروف تسديه لأحد فهو صدقة منك، كلمة طيبة، تشميت عاطس، بدأ سلام، رد سلام، كلمة طيبة تهديها له إلى أخيك تنفعه أي كلمة كلها صدقات، أمر بالمعروف، نهي عن منكر، تسبيحة، تهليلة، تكبيرة، استغفار، دعوة تسأل ربك فيها خير الدنيا والآخرة، كله شيء ينفعك في الدنيا والآخرة، ولاسيما أمر الآخرة.
ويوم القيامة يعرق فيه الناس عرقًا عظيمًا حتى يبلغ أفواه بعض الناس، حتى يشتد العرق بهم حتى يبلغ فاه، يخوضه كما يخوض الناس في الأودية من المياه على قدر أعمالهم، من اشتدت ذنوبه وخطره زاد عرقه ......، ومن كثرت حسناته وأعماله الصالحة خف عليه كل شيء، ويوم القيامة يوم عسير على الكافرين غير يسير؛ لكفرهم بالله، وعلى العصاة نصيبهم من ذلك، ومن استقام على الخيرات وقام على الطاعات سهل عليه هذا اليوم، وكان عليه يسيرًا، بدلًا من أن يكون عسيرًا.