وسمعتم أن الأعمال منها ما يتعلق بالقلب كالإخلاص لله، والمحبة، والخوف، والرجاء، ومنها ما يتعلق باللسان، كالثناء على الله، وحمده، والاستغفار، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير هذا من أعمال اللسان، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر القولي، ومنها ما يتعلق بالجوارح من الصلوات، والجهاد، والحج، والصوم، وغير هذا من الأعمال الكثيرة المعلقة بجوارح العبد، فالمؤمن يلاحظ هذه الأمور ويعنى بها، حتى يؤدي ما شرع الله له على بصيرة، وعلى علم، وعلى هدى، وعلى إخلاص كامل في ذلك، وعلى عناية بموافقة الشريعة، حتى تكون أعماله كلها مقبولة، وحتى يفوز بالثواب العظيم، والعاقبة الحميدة، والرضا من الله سبحانه، والشكر لعمله، وحسن المصير في الدنيا والآخرة.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية، ومنحنا وإياكم الفقه في الدين، والثبات عليه، ورزقنا جميعًا صلاح قلوبنا، وصلاح أعمالنا، ووفق ولاة أمرنا لكل خير، وأصلح لهم البطانة، وأعانهم على كل خير، ووفق جميع المسلمين في جميع أرض الله، نسأل الله أن يوفقهم لما يرضيه.