وهذه النشرة التي نشرها بعض الناس الآن لا مانع أن نبينها لكم، نشرها شخص يقال له: إبراهيم الناصر، وجعل اسمها فيما يتعلق بأحكام الصرف والبنوك، المقصود أنه حاول فيها أن يجعل البنوك ضرورية، وأنه لا بد منها، وأن الاقتصاد لا بد له من البنوك، ولا بد للبنوك من الربا، وهي على كل حال نشرة رديئة باطلة، وسيصدر الرد عليها قريبًا -إن شاء الله- حتى يعلم الناس بطلان ما فيها، فهي نشرة باطلة، حاول صاحبها إحلال الربا، والتشبيه على الناس في هذا الربا، ولعله مدفوع إلى ذلك ممن يحل الربا، وممن يريد الربا.
المقصود أنها نشرة خبيثة منكرة، يحل فيها صاحبها ما حرم الله، فهي على كل حال داحضة وشبهة واهية، ولا بد من التنبيه عليها في نشرة مثلها؛ حتى يعلم الناس بطلان ما فيها من المحاولات الباطلة والشبه الواهية التي أراد بها كاتبها أن يشبه على الناس فيتساهلوا فيما حرم الله عز وجل، المقصود أن كثيرًا من الناس يدعون إلى النار، إما بالقول، وإما بالعمل، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه سأله حذيفة قال: يا رسول الله! كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فقال حذيفة: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قال: وما دخنه؟ قال: قوم يهتدون بغير هدي، ويستنون بغير سنتي، تعرف منهم وتنكر، فقال له حذيفة: يا رسول الله! وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا هذا واقع من دهر طويل، ولكنه في هذا العصر أكثر وأكثر، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها.
فالواجب على المسلم أن يحذر دعاة النار، وألا يأخذ ما هب ودب، وألا يأخذ فتواه إلا عن أهل العلم والإيمان والبصيرة المعروفين بالشرع والورع والتقوى والخوف من الله ، وألا يأخذ من كل ما كتبه الناس، فقد يكتب الناس عن إباحة الشرك والدعوة إلى عبادة الأوثان والأصنام وأصحاب القبور، ويكتب الناس أيضًا عن نفي صفات الرب وأسمائه، ويدعون إلى كلام أهل الإلحاد، وقد يكتبون عن غير ذلك من الباطل، وهي موجودة، الكتابات في هذا الدنيا مملؤة من الكتب الباطلة فيما حرم الله ، وفيما يخالف العقيدة الإسلامية، وفيما يخالف الأحكام، وفيما يدعو إلى الشرك والوثنية، بل في ذلك ما يدعو إلى الشيوعية وإنكار الخالق وإنكار الآخرة.
فالعاقل لا يغتر بما يكتبه الناس، بل يحذر، وفي كتاب الله العظيم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام ما يشفي ويكفي للمؤمن، فعليه أن يتدبر كتاب ربه، ويعنى بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يسأل أهل العلم عما أشكل عليه أهل العلم المعروفون بالاستقامة على شريعة الله والعناية بأمر الله والدعوة إلى سبيل الحق، لا يسأل من هب ودب، ومن زعم أنه طالب علم أو عالم وليس كذلك، بل يحتاط لدينه، لو أراد أن يشتري سلعة سأل عنها أهلها، وأهل الخبرة بها ما سأل عنها غيرهم، فالسؤال عن مسائل الدين يجب أن يكون لأهل العلم والبصيرة المعروفين بالتقوى والإيمان، المعروفين بخوف الله ومراقبته، المعروفين بفقه الشريعة.