الإيمان بأفعاله عز وجل، وأنه الخلاق، وأنه الرزاق، وأنه مدبر الأمور ومصرفها، وأنه الضار النافع، المعطي المانع، المتصرف في هذا الكون، لا شريك له في ذلك، ولا مدبر للأمور سواه ، فهو رب الجميع وخالقهم، إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ [الأعراف:54]، يعني وخلق الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]، فله الخلق، وله الأمر، فهذا هو توحيد الربوبية، هو الخلاق، وهو الرزاق، وهو مدبر الأمور ، خالق السماوات، خالق الأرض، خالق البحار والأنهار، خالق الجبال، خالق الحيوانات، خالق الأشجار، خالق كل شيء ، اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر:62] هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر:3].
فهو رب الجميع وخالقهم، فهذا يسميه العلماء توحيد الربوبية، يعني التوحيد الذي يختص بالرب عز وجل، وهو أنه مصرف الأمور ومدبرها، وخالق كل شيء ، فهذا أقر به المشركون، غالب المشركين أقروا بذلك منهم من العرب منهم قريش وغيرهم كلهم يقرون بأنه الخلاق الرزاق ، قال تعالى لنبيه: قُلْ يا محمد للناس قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ [يونس:31] سوف يعترفون بهذا، وقد اعترفوا ما أنكروا هذا، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف:87]، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان:25]، فهم مقرون بهذا، أبو جهل وغيره من كفار قريش وغيرهم من كفار العرب كفار الأمم مقرون بأن الله الخالق الرازق المدبر المحيي الميت النافع الضار الذي خلق الإنسان وخلق الحيوان وخلق كل شيء وأنزل المطر وأنبت النبات إلى غير ذلك .