لا شك أن البدع خطرها عظيم، وأنها قدح في الدين، واستدراك على المشرع، استدراك على الله ورسوله، فخطرها عظيم، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن البدع فوق الكبائر، وأنها تلي الشرك؛ لأنها قدح في دين الله، ووسيلة للكفر بالله ، فلهذا كانت أحب إلى الشيطان من المعاصي لعظم خطرها، ولأن أهل البدع في الغالب لا يتوبون منها لأنهم يرون أنهم على هدى، فلهذا لا يتوبون، ولهذا يحبها الشيطان أكثر، ويدعو إليها كما يدعو إلى الشرك، أما المعاصي فهم يعلمون أنهم مسيؤون، ويعلمون أنهم قد خالفوا الطريق، وأنهم قد تعرضوا لغضب الله، فكثيرا ما يتوبون ويندمون، ومن تاب تاب الله عليه.
الأحد ٢٢ / جمادى الأولى / ١٤٤٦