ذم البدع في الإسلام

وهكذا شأن البدع كلها من القوادح في العقيدة، لكنها دون الكفر إذا لم يكن فيها كفر، بل مجرد بدعة، مثلما سمعتم في بدعة الاحتفال بالموالد، وبدعة البناء على القبور اتخاذ المساجد عليها، ومثل صلاة الرغائب يصلونها في أول  جمعة من رجب يصلون فيها يسمونها صلاة الرغائب بدعة، ومثل الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في سبعة وعشرين من رجب يحتفل بعض الناس يسمونها ليلة الإسراء والمعراج هذه بدعة أيضًا ما لها أصل، بعض الناس يحتفل بليلة النصف من شعبان يعمل فيها أعمال ربما أحيى ليلها وربما صام نهارها يزعم أن هذا قربة هذا لا أصل له، والأحاديث في ذلك غير صحيحة، بل هو من البدع، والجامع أن كل شيء من العبادات يحدثه الناس ما فعله الرسول وأصحابه يكون بدعة؛ لأن الرسول قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، وكان يقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام: وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة يحذر الناس من البدع ويدعوهم إلى لزوم السنة.

فالواجب على أهل الإسلام أن يلزموا السنة، يلزموا دين الله ويستقيموا عليه، ويكفيهم ليسوا بحاجة إلى البدع، الله جل وعلا قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3]، فالله أكمل الدين وأتمه بحمد الله، فلسنا بحاجة إلى بدع يأتي بها الناس بعد الرسول ﷺ وبعد خلفائه الراشدين، قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، فليس الناس بحاجة إلى بدع زيد أو عمرو، بل يجب التمسك بما شرعه الله، والسير على منهج الله، والوقوف عند حدود الله، وترك ما أحدثه الناس كما قال سبحانه ذامًا للبدع وأهلها: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ [الشورى:21].