عظم شأن التجارة في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

 فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها أصحاب الفضيلة، وهي فيما يتعلق بالتجارة في الإسلام، وقد أجادوا وأفادوا ضاعف الله مثوبتهم وجزاهم خيرًا، وزادنا وإياكم وإياهم علمًا وهدى وتوفيقًا، ونفعنا جميعًا بما علمنا وسمعنا.

التجارة كما سمعتم شأنها عظيم، وقد ندب إليها الإسلام، وعظم شأنها، وأثنى على أهلها المتقين الذين استقاموا وحافظوا على ما أوجب الله، وابتعدوا عما حرم الله ، والتجارة كما سمعتم هي من أهم أعمال المسلمين، وهي من أهم طرق الكسب، وهي عمل المهاجرين، لما هاجر المسلمون من مكة وغيرها إلى المدينة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام اشتغلوا بالتجارة، وكان الأنصار يشتغلون بالزراعة، وآخى النبي ﷺ بينهم وبين المهاجرين رضي الله عن الجميع، فقال الأنصار نحن نكفيكم المؤنة ونشرككم في الثمرة، فصار الأنصار يعملون ويساعدون المهاجرين من الثمرة، حتى قال سعد بن الربيع الأنصاري لعبدالرحمن بن عوف لما آخى بينه وبين عبدالرحمن آخى بينهما النبي عليه الصلاة والسلام قال سعد: يا عبدالرحمن أنزل لك عن نصف مالي وأنزل لك عن إحدى زوجتي، عنده زوجتان قال: أنزل عن إحداهما فإذا اعتدت تأخذها تتزوجها، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك. كما سمعتم بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فذهب واشترى ما تيسر من سمن وأقط، ثم لم يزل يبيع ويشتري حتى يسر الله له المال الكثير وتزوج، وحصل عنده خير كثير، ولم يزل في أرباح من التجارة، ثم من الغنائم حتى صار من أغنى الناس.