ومن أهم الأمور ما أشار إليه الشيخ صالح في أول الأمر، وهو العناية بتسهيل الزواج من جهة المهور والولائم، هذه أمور طغت على الناس وكثر أمرها في الناس وصارت سبب شر عظيم وسبب حيلولة بين الأزواج، فينبغي للمؤمن أن يعنى بهذا الأمر، وأن يحرص أن يسهل من تزويج بناته وتخفيف المهور حتى يتيسر له الأزواج الصالحون، وحتى لا تبقى بناته في بيته، فيتساهل ويخفف المهور ويقبل من الأكفاء الطيبين ما تيسر، ولا مانع من أن يخطبه هو لا مانع، فقد خطب بعض الصحابة لبناته وعمر عرض ابنته حفصة على النبي ﷺ، بل عرضها قبل ذلك على الصديق وعلى عثمان، فلا مانع من أن يخطب الإنسان لبناته وأخواته إذا رأى الرجل الصالح والشاب الصالح، يقول: إن عندي كذا وعندي كذا إذا كان لك رغبة، ولا مانع أن يعينه على ذلك ولو من طريق خفي يعينه على المهر ويعينه على كل شيء ولو من غير أن يعلم أهل البيت ذلك؛ لأن هذا أصلح، المقصود أن الرجل يعنى بذلك، ويحرص في ذلك، وكذلك أهل المرأة غير الأب كذلك ينبغي أن يعنوا على ذلك بالطرق الصالحة حتى يختاروا لبناتهم وأخواتهم ومولياتهم والأزواج الصالحين، ولا مانع أيضًا من كون الزوج يجتهد ويحرص على اختيار الزوجة الصالحة ولو بذل في ذلك ما بذل من طريق الاستدانة أو من طريق القرض حتى يفتح الله، ولا ييأس فإن الزواج صاحبه معان، وقد يكون زواجه سببًا لغناه كما قال الله جل وعلا: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32] فليتسبب ولو استدان، إذا ما تيسر له الزواج إلا بكلفة فليتسبب ولا يجلس بدون زواج وسوف يعطيه الله من فضله، وسوف يسهل الله جل وعلا له من فضله فيعينه على قضاء الدين، فإذا استدان بقرض أو غيره وتزوج إذا لم يأت له الزواج بشيء سهل فلا مانع من ذلك وسوف يعينه الله ويقضي دينه، قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، فالإنسان إذا أخذ الأموال بنية صالحة بنية الأداء ليعف نفسه وليغض بصره وليحفظ فرجه فهذا له أجر عظيم، ويرجى له خير عظيم، وسوف يقضي الله عنه ما استدانه، ومثله يعطى من الزكاة، مثل هذا يعطى من الزكاة ما يعينه على الزواج، فإن الزواج أمره مهم، والحاجة إليه شديدة، فلا مانع من أن يعطى الفقير المحتاج ما يعينه على الزواج.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦