عظم أجر الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

ثم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من جنس الدعاة إلى الله على الإطلاق، له مثل أجر من هداه الله على يديه، إذا أمرت أخاك بمعروف فبادر وسارع إلى فعله بأسبابك، أو نهيته عن منكر فبادر إلى تركه بأسبابك، أو دعوته إلى الخير من دون إلزام بل مجرد دعوة فاستجاب لهذا الداعي فله مثل أجره، كما قال النبي ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، والله يقول: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ [آل عمران: 104] الآية، ويقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت: 33].

والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر داعي إلى الله لكنه له مزية أخرى زيادة على الدعوة وهي أنه مفروض عليه أن ينكر المنكر إذا كان له قدرة ويلزم بالمعروف كولاة الأمور والحسبة المهيأة لذلك، والعاجز من جنس الدعاة يبين ويرشد، فكل آمر بالمعروف وناه عن المنكر على بصيرة فهو داعي إلى الله هو داعي ومرشد إلى الخير، ولكن إذا كان له قدرة امتاز على مجرد الدعوة بإلزام المعروف كالصلاة وأدائها والزكاة وأدائها وصوم رمضان وحج البيت، وإزالة المنكر بالقوة كإراقة الخمر ومنع الفواحش بالقوة من الزنا وغيره وتكسير آلات الملاهي وأشباه ذلك بما له من قوة وسلطان، فالذي يهديه الله على يديه بسبب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بسبب دعوته إلى الله يكون له أجور عظيمة، ويكون مجاهدًا في سبيل الله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ما بعث الله من نبي في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل خرجه مسلم في صحيحه، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، خرجه مسلم أيضًا، والأحاديث في هذا كثيرة.