والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الجميع، أصله واجب على الجميع، ولكنه فرض كفاية بالنسبة إلى المنكر المعين، الله جل وعلا أوجبه على الجميع وجعله من أوصاف المؤمنين والمؤمنات حيث قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71]، كل مطالب كل واحد مطالب وكل مؤمنة مطالبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حسب الطاقة لكن في بعض الأحيان في بعض المنكرات يكون الواجب واجب كفاية فرض كفاية إذا قام من الجماعة الحاضرين من يكفي سقط عن الباقين، فلو علم منكر في قبيلة أو في قرية أو في بلد وجب على أولئك أن ينكروه، وإذا قام به واحد منهم تقدم واحد من القبيلة أو من القرية أو من المدينة فأنكر هذا المنكر وأزاله كفى عن الناس وسقط عنهم الواجب بسببه، وهذا بثواب ذلك وأجر ذلك.
وهكذا لو كان المنكر متعددًا وتوجه إليه جماعة من القرية أو من البلد أو من الدولة فأزالوا هذا المنكر وقضوا عليه بما أعطاهم الله من القوة أو بسبب توجيههم وإرشادهم فقد سقط الواجب عن الباقين وفاز هؤلاء الذين باشروا الإنكار بثواب ذلك.