والخلاصة أن الواجب على المسلمين جميعًا أن يتعاونوا في هذا، وألا يقولوا هذا على فلان أو فلان، أو على الهيئة، لا، عليهم أن يتعاونوا في إزالة المنكرات، وفي الدعوة إلى الله، وفي تكثير الخير، وتقليل الشر، حسب الطاقة، حتى يقل الشر ويكثر الخير، أما إذا أعرض هذا وأعرض هذا فإن الشر يكثر والخير يقل كما هو الواقع في غالب الدنيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن متى أنكر هذا وأنكر هذا حسب طاقته وأنكر هذا وأنكر هذا حصل خير عظيم، وهذا الذي مثلا جالس حول المسجد ما قام يصلي إذا مر عليه هذا قال: يا أخي اتق الله، صل هداك الله، وإن جاء الثاني قا:ل صل هداك الله، وجاء الثالث: هداك الله اتوكل على الله، ربما استحى ربما قام وصلى مع الناس، بخلاف إذا سكت هذا وسكت هذا غروه وتركوه فإنه لا يبالي بعد ذلك، وربما ترك هذا الواجب بسبب السكوت وتشجيع الشيطان على هذا السكوت، وهكذا بقية المنكرات إذا كان في البيت منكر وسكت الأب وسكت الأخ وسكت العم وسكتت الأم بقي المنكر، لكن إذا قام في ذلك الأب والأم والأخ والعم أو قام أقواهم بذلك واجتهد ربما زال بأسبابه، فقد يسكت الأب ولكن يكون الأخ أنشط من الأب وقد يسكت الأب وتقوم الأم وتكون أنشط من الأب فينفع الله بها في إزالة المنكر، المقصود التعاون، ولهذا قال الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، وهكذا بقية المنكرات في الأسواق وفي البيوت وفي الطائرة وفي السيارة وفي القطار وفي المركب في البحر في الباخرة يكون المؤمن عنده نشاط بالأسلوب الحسن وبالحكمة، لا يغفل، بل مهما استطاع قال الحق، وتكلم بالحق، ودعا إلى الخير، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، يرجو ثواب الله لا رياء ولا سمعة بل يرجو ثواب الله ويخشى عقابه سبحانه وتعالى ويعمل بما أمر الله به ورسوله، ولهذا قال النبي ﷺ: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب، وفي الحديث الآخر يقول الله : أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.