ومما أحدث الناس اليوم بدعة عيد الأم، عيد فلان، عيد فلانة، تشبه بأعداء الله، هذه الأعياد تشبه بالنصارى واليهود، هم أهل الأعياد، وليس لنا إلا عيدان نحتفل بهما: عيد الأضحى، وعيد الفطر، وليس لنا أن نحدث احتفالات بأعياد أخرى، نعم أيام منى أعياد لكن فيها ما شرع الله من المناسك ورمي الجمار والتكبير، وعيد الجمعة عيد نصلي فيه ونجتمع لصلاة الجمعة لكن لا نصوم يوم الجمعة؛ لأنا نهينا عن صيام يوم الجمعة، ولا نأتي بعبادات خاصة في ليلتها؛ لأنا نهينا عن تخصيصها بشيء، وهي أفضل الأيام، خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، ثم مع هذا نهى النبي ﷺ عن صومها عن إفرادها بالصوم، وعن تخصيص ليلتها بقيام؛ سدًا لباب البدع، وسدًا لباب الغلو، وتسهيلًا على أمته لئلا يشق عليهم ذلك، فجعل يوم الجمعة لا يخص بصيام، ولا تخص ليلتها بقيام؛ تسهيلا على الأمة، وحسمًا لمادة المشقة عليها وتكلفها.
فالذين يحدثون أعيادًا ما أنزل الله بها من سلطان إنما كانوا بهذا في الحقيقة معارضين ومشاقين لما شرعه الله ورسوله، ومتشبهين بأعداء الله من اليهود والنصارى فيما أحدثوا من الأعياد الباطلة التي لا أساس لها في شرعنا، بل غيروا وبدلوا وأحدثوا، فغضب الله عليهم سبحانه وتعالى، فعلينا أن نحذر أن يغضب الله علينا كما غضب عليهم في الإحداث والبدع والمعاصي والمخالفات.
ونسأل الله للجميع العافية والسلامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.